• تاريخ النشر : 30/07/2016
  • 192
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : من عمل عملاً يعاقب عليه بعدم قبول صلاته أربعين يوماً ثم تاب أثناء الأربعين يوماً، فهل تقبل صلاته؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; نعم، من تاب تاب الله عليه، لو تاب من الشرك، وهذا ورد في أحاديث خاصة، وإلا فإن المعاصي لا تمنع العبد يعمل، إذا وقع في المعاصي فيجتهد في العمل، بل وقوعه فيها من أسباب اجتهاده لا من أسباب ضعفه، لما ورد: "مَن شرِبَ الخمرَ وسَكِرَ، لم تُقبَلْ لَهُ صلاةٌ أربعينَ صباحًا"(1) [صححه الألباني]، له طرق كثيرة معروف، لكن ليس معنى ذلك أنه لا تصح منه، المعنى: أنه لا أجر له، فإن تاب تاب الله عليه، لكن من شرب الخمر وبقي عليها مصر، أما من تاب فالتوبة تجب ما قبلها، {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}(2) حتى في الكفر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) جاءت الأحاديث الصحيحة الكثيرة في عقوبة من شرب الخمر وأنه لا تُقبل صلاته أربعين يوماً ، وقد ورد هذا من حديث عمرو بن العاص ، وابن عباس ، وابن عمر ، وابن عمرو . انظر : " السلسلة الصحيحة " ( 709 ) ، ( 2039 ) ، ( 2695 ) ، ( 1854). من هذه الأحاديث ما رواه ابن ماجه (3377) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ : عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ . صححه الألباني في صحيح ابن ماجه . (2) سورة الأنفال، الآية: 38.


التعليقات