ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأماكن العامة للنساء كما لو نهت المرأة السائق عن تشغيل الأغاني ونحو ذلك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ,
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجميع مكلف به ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )[1]
وقال عليه الصلاة والسلام : (من رأى منكُم منكرًا فلْيُغَيِّره)[2] وقال عليه الصلاة والسلام : «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ لَا يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ» [3] قوله : " من " صيغة عموم الرجال والنساء، قال : " إِنَّ النَّاسَ " هذا لا شك صيغة عموم واضحة للرجال والنساء فواجب على المرأة وواجب على الرجل هذا هو الأصل والقاعدة، سواء كان في الأماكن الخاصة أو العامة بل الأماكن العامة أولى؛ لأن الأماكن العامة مجاهرة إذا كان الإنسان ينكر المنكر في الأماكن الخاصة التي يستتر فيها الإنسان عندما تطلع عليه أنت لا تتجسس، لكن لو فرض أنك اطلعت عليه أو أنه ربما لا يحتاط منك وما أشبه ذلك فتنكر عليه وتبين له بالأسلوب المناسب وهذه لها قواعد وأصول معروفة عند أهل العلم.
كيف إذا كان في الأماكن العامة؟ الأماكن العامة الأولى كما تقدم؛ لأن هذا فيه مجاهرة وفيه إظهار للمنكر وعدم حياء، والنَّبي عليه الصلاة والسلام قال : ( اَلْحياءُ شُعْبة من الإيمانِ )[4] رواه مسلم، ولهذا لما ذكر الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً فَأَرْفَعُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطريق والحياء شعبة من الإيمان)[5] رواه مسلم.
لأن الحياء يمنع ويدفع عن فعل المحرمات ويعين على فعل الخيرات. فحينما ينزع الحياء وتكون المجاهرة؛ يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أولى، وعلى المرأة وعلى الرجل أن تراعي الأحسن والأنفع والطريق الأسلم الذي لا مضرة على الآمِر والناهي فيه، وإذا كان هذا المكان فيه منكر فعلى المكلف والمسلم ألا يحضره إلا لضرورة اضطرته إلى مثل هذا.