• تاريخ النشر : 24/05/2016
  • 257
مصدر الفتوى :
اللقاء (04)
السؤال :

طالب العلم المبتدئ الذي ختم القرآن كيف يبدأ بطلب العلم؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ,  أنصحه بنصيحة الإمام أحمد - رحمه الله - وهي مبنية على الأدلة من الكتاب والسُنَّة أن تكون له نية، قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)[1] رواه البخاري، ومن أجَلِّ الأعمال وأفضلها طلب العلم، قيل كيف يكون له نية؟  قال: ينوي أن ينفي الجهل عن نفسه ويعلم غيره. هذا هو المقصود بطلب العلم يعني لا ينوي بذلك المكابرة، والمفاخرة، والاستظهار على الأقران والمغالبة بالحجة، لا، ينوي بذلك أن يتعلم، ينوي بذلك أن يعلم، ينوي بذلك أن يظهر ذلك في هديه، في سمته، في سلوكه، في أخلاقه، في تعامله هذا هو المقصود من طلب العلم. العلم سبب ووسيلة، أما إذا طلب العلم للعلم لا للعمل هذا وبال على صاحبه وحجة على صاحبه، أما العلم النافع هو العلم الذي يتبعه العمل. هَتَفَ الْعِلْمُ بِالْعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ، وَإِلَّا ارْتَحَلَ[2]. فـعــالــمٌ بـعـلـمِــهِ لــــــم يـعـمَــلَــنْ === مُـعَــذَّبٌ مـــن قـبــلِ عُـبَّــادِ الــوَثَــنْ[3] فالعلم لا شك أنه من أعظم التجارات، ومن أعظم أسباب الفوز في الآخرة؛ لأنه يدل على الله، والعلم يبصرك كيف تعبد الله؟ كيف تعامل إخوانك؟ كيف تدعو إلى الله؟ وهذا هو المقصود من الحياة هو عبادة الله (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[4]، ولا عبادة صحيحة إلا بالعلم.  والدَّالون على ذلك هم العلماء العاملون، فطالب العلم عليه أن تكون نيته صالحة وأن يظهر العلم عليه وأن يتعلم حتى يعمل فيكون من العلماء الربانيين وإذا علم شيء من العلم يجتهد في أن يطبقه إن كان مخاطباً به إن أمكن ذلك يجتهد في أن يعلمه غيره. أيضاً على الطالب أن يتواضع للعلم ولأهل العلم. والعلماء قالوا: إن المكان المتطامن هو أكثر الأرض مطراً وأكثرها ماءً أما المرتفع فهو أقلها، لأنه ينحدر من السيل فهكذا يتطامن طالب العلم مع إخوانه لا يترفع عليهم، ولا يتكبر عليهم، ولا يكن همته أن يغلب بحجته وأن يغلب بقوله تكن همته الفائدة، همته المباحثة والمدارسة مع إخوانه إذا حصل على فائدة، إذا سمع فائدة هذه نيته، وهذا قصده، فإذا كانت هذه النية يبدأ شيئاً فشيئاً ولا يثقل نفسه. ويمكن لطالب العلم أن يستعين ببعض الكتب والرسائل والأشرطة، وهي كثيرة لكن يبدأ ببعض المختصرات اليسيرة، ويلتحق ببعض دروس العلم، ويسمع ما يسره له الله - سُبحانه وتعالى. خاصة في هذا الوقت تيسرت وسائل العلم معك أينما كنت وأنت في سيارتك، وأنت في بيتك، وأنت في طريقك، وأنت في مكتبك، في أي مكان.  بل ولو كنت في مجلس مليء بالناس معك جهازك الذي يحمل العلم إذا تيسر ذلك، فاجتهد بما تيسر. نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقنا وإياكم والإخوة المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح.




[1] - رواه البخاري رقم (1) وفي مواضع أخر، ومسلم رقم (1907). من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ([2] ) العجالة في الأحاديث المسلسلة (ص: 68). ([3] ) مقدمة متن زبد ابن رسلان. [4]  -[الذاريات/56]


التعليقات