هل الأولى للمرأة أن تخرج تعلم الأطفال في دار نسائية أم تجلس في بيتها وترعى بيتها وتحرص على أطفالها ؟
الحمدلله ... والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد
لا شك أن بقاءها في بيتها وتربيتها لأولادها هو الأولى وذلك؛ لأن المقصود من مشاركة المرأة في الدورة النسائية هو التربية ونشر العلم وأولى الناس بذلك الأهل والأولاد، والنَّبي كان يحرص على ذلك،
والإمام البخاري- رحمه الله -نظم أبواباً في كتابه في تعليم الرجل لأهله، تعليم الرجل أمته.
كان النَّبي عليه الصلاة والسلام يستيقظ من الليل، في الحديث «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اسْتَيْقَظَ ليلة فَزِعاً، وهو يقول: لا إِله إِلا الله، ماذا أُنزل الليلةَ من الفتنة؟ ماذا أُنزل من الخزائن؟ وفي رواية: ماذا فُتح من الخزائن؟ مَن يُوقِظُ صواحبَ الحُجُرات - يريد أزواجَه- فيُصلِّين؟ رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة»[1] فصار يدعو أهل بيته وأزواجه- عليه الصلاة والسلام- وهذا في أخبار عدة عنه عليه الصلاة والسلام
فلهذا أقول: إن الأمر دائر بين أن تتركي أولادك ولا تقومي عليهم وبين أن تشاركي في التدريس في الدور النسائية، فالأولى أولادكِ لتربيتهم وتعليمهم. أما إذا أمكن الجمع بين هذا وهذا مثل أن يكون أولادك مثلاً يدرسون في أول النَّهار في المدارس، ويمكن أن تشاركي أنتِ في أول النَّهار مثلما يقع في كثير من أخواتنا من مشاركة الدور في أول النَّهار أو في آخر النَّهار إن لم يكن فيه تضييع للبيت وتضييع للأولاد فلا بأس.
المقصود أن الأصل تربية الأولاد، والقيام على الأولاد بحفظ كتاب الله وسُنَّة نبيه، هذا هو الأولى والأكمل، وهكذا كان نساء الصحابة- رضي الله عنهن -في عنايتهن ببيوتهن وقيامهن على ذلك وهم الأسوة والقدوة- رضي الله عنهن- .