يقول السائل : ما حكم هتك ستر المسلم وهل يجوز أن تهتك ستر أهل العلم إن أخطأوا ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
إذا كانوا علماء فقد يقال بعضه يعارض بعضه، الناس ليسوا معصومين، قد يقع بغرض زلة ، لكن لا يجوز ذلك هتك ستر واحد من المسلمين، ما ينبغي تهتك ستر واحد من المسلمين فكيف بأهل العلم، من أهل الدعوة، من أهل الجهاد، وفي الحديث :" من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"(2)، الجزاء مقابل الجزاء، إذا رأيت على أخيك زلة، عورة استره، يقول عليه الصلاة والسلام في حديث عقبة بن عامر في الصحيح «من رأى عورةً فسترها، كأنما أحيا موؤودة »(2) فلما كان الرجل له قوم مجاورون له وكانوا يقعون في بعضهم وهو محرمٌ، قال: إني داعٍ لهم ، وقال عقبة –رضي الله عنه- إني سمعت رسول الله يقول: «من رأى عورةً فسترها، كأنما أحيا موؤودة » ، لأنهم كانوا يدفنون أولادهم أحياء يعني لو جاء إنسان إلى رجلٍ جاهل يريد أن يدفن ابنته فقال: أنا أدفنها لك، فلا تدفنها فمنعه من دفنها وأخذها فكأنما أحياها كأجرة قال: «من رأى عورةً فسترها، كأنما أحيا موؤودة » فحمل العورة رضي الله عنه على العورة في الصيغة معنوية، ولا شك أن ظهور المعاصي عيبٌ بأهل الإسلام، ولو أن معصيةً كان مستترًا بها، استتر بها في بيته، فمن استتر يرجى أن يخجل ويستتر، فلا تفضحه بل عليك أن تنصحه، لا تتركه ، يكفي النصح، لكن إياك أن تظهره وتفضحه؛ وربما تسبب لغيره من الناس على الوقوع بهذه المعاصي، فيتجرأون عليها، فتستر هذه العورات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم (2442) ومسلم رقم (2580).
(2)أخرجه أبو داود (4891) والنسائي في "الكبرى" (7242) وأحمد (17447).