أشجع نفسي على طلب العلم بالجائزة أو الشهادة حتى تكون الهمة عالية هل هذا لا يكون بإخلاص؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لا، لا ينافي الإخلاص، أن يكون طالب العلم يطلب العلم وربما أيضاً يحصل على جائزة لا بأس، لو مثلاً كان طالب العلم وهو يجتهد في طلب العلم لله عزَّ وجلَّ ثم يشارك في مسابقات فيها جوائز مالية أو عينية هذا لا يضر، بل هذا من الإعانة على الخير،كما يكون الإنسان مثلاً إماماً أو مؤذناً يدعو إلى الخير ويؤم الناس ويعلم الخير ويأخذ مكافأةً على ذلك، وهو يستفيد بصلاته بالناس لما يعينه على أذان الصلاة والقيام بحقوق الإمام، وذلك من المصالح المتعدية. كذلك أيضاً إذا كان هذا في باب العلم من باب أولى، إنما المحظور أن يكون العلم تابعاً وليس مقصوداً أصلاً، ففي هذه الحالة هذا هو المحظور، أما إذا كان نيته وقصده طلب العلم ثم بعد ذلك ينال شيء خير، لا بأس، مثلما من يجاهد في سبيل الله يريد حصول الغنيمة، لا بأس، والنبي -عليه الصلاة والسلام- في أحاديث كثيرة، لما سألناه قال لعل إذا حصل مال من سرية كذا وكذا أرسلناك لتغنم، وكان النبي يتمدح بالغنيمة عليه الصلاة والسلام، فهذا لا يقدح في نيته؛ لأنه يريد الجهاد في سبيل الله، ثم بعد ذلك ما أصابه من الخير فهو خير، ووافقه خير فليوافق. والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) رواه الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هريرة،(1) وفي الحديث لا يطلبه إلا للدنيا فهذا الحصر يدل على أنه إذا طلبه لله سبحانه وتعالى ولم يكن لخصوص الدنيا، لكن ربما أخذ شيئاً من الدنيا تبعاً، فهذا لا يضره، ولا يؤثر إن شاء الله في نيته، ولأن هذا محفزٌ ومعينٌ على هذا العلم الذي ينتفع به أولاً وينفع غيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه أبو داود (3664) وابن ماجه (252) وأحمد (8457) وابن أبي شيبة 8/731،