ما هو التأصيل العلمي، وكيف أؤصل ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; التأصيل العلمي من هذه اللفظة، وهو الأصل، وأن من أراد طلب العلم، فإن عليه يبدأ بما يؤصله؛ حتى يصير على الطريق الذي سار عليه أهل العلم، فكان أهل العلم في تعليمهم وتدريسهم يؤصلون طالب العلم في دراسته، وفي تدريسه وهذا مبين في كتب خاصة، وفي دروسٍ خاصة بسط، وتكلم عليه أهل العلم، وهو موجود في كلام أهل العلم -رحمة الله عليهم- وهذا قد يؤخذ عمليًا من تراجم أهل العلم. حينما تنظر طريقتهم في التدريس، وأنهم يميزون بين طلاب العلم المبتدأ والمتوسط، ونحو ذلك فهو بناء على أصل، وأن يسير على طريقة منضبطة في أخذ العلم، وهذا يكون عن طريق حضور الدروس، وكذلك يكون عن طريق القراءة، والمدارسة وكذلك عن طريق الدراسة في الجامعات، والمعاهد، وكذلك اليوم تيسرت سبل العلم ولله الحمد. فطالب العلم يجتهد في التأصيل في هذا الباب، وأصل الأصول في هذا هو كتاب الله -سبحانه وتعالى- وهو القرآن، يجتهد طالب العلم في حفظه إن تيسر ذلك، أو حفظ ما تيسر منه، وبعد ذلك يجتهد في حفظ ما تيسر من السنة، وإن اختار أو أخذ كتابًا مختصرًا في السنة، فهذا أمرٌ حسن ويبدأ بالأربعين ونحوها من الكتب المختصرة، ثم بعد ذلك يتدرج في كتب أخرى مثل (عمدة الأحكام، والبلوغ)، وإن جعل جهده في كتابٍ اشتمل على الأحكام وجمع عليه نفسه، واجتهد في ضبطه بعد عنايته بكتاب الله -سبحانه وتعالى- أو معه. ثم ينطلق في سائر فنون العلم يكون عنده في كل فنٍ من هذه الفنون إن تيسر أن يحفظ متنًا، ويقرأه على شيخ إن تيسر له ذلك، أو يجتهد في حل ألفاظه ورموزه عن طريق الدروس سواء كان مكتوبة، أو المسموعة. وهذا السؤال يمكن طالب العلم أن يطلع على بسط الجواب عنه، كما تقدم في ما دون وصنف وكذلك أيضًا ما قيل في المحاضرات ونحوها، فهو ولله الحمد متيسر.