• تاريخ النشر : 04/01/2017
  • 335
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل : عندنا في البلد بعض طلبة العلم الذي نحسبهم من أهل السنة، وأنكر علينا الإخوان الحضور عندهم بحجةٍ أنهم لم يبدعوا من أرادوا أن يبدعوه وذكر أسماء؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الحق أنه لا ينبغي على كل مسلم ذكر الأسماء ، ولا ينبغي ذكر الأسماء فلان وفلان هذه أصيب بها كثير من الناس وربما بعض من ينتسب إلى العلم والدعوة صار ديدنًا لهم، ولا يعرف هذا عن أهل العلم أبدًا لم يكن يعرف عن أهل العلم مثل هذا الشيء أنهم يسمون فلان وفلان إلا في حال الندور حينما يكون ذكره من باب التحذير منهم في ضرر أما إذا كان مثلاً الإخوة من الدعاة وخاصةً مثل ما يجري اليوم في بلاد المسلمين من انتشار الدعاة، وأهل العلم والدعوة إلى الله ممن يعرفون بالعلم والتمسك بالسنة ثم يأتي قومٌ آخرون ممن عندهم كما ذكر السائل أنهم يصنفون فلان وفلان، وأنت حينما تنظر في منهجه وطريقته هو من حيث الجملة على طريقة أهل العلم والسنة، والدعوة إلى الله، وعقيدة السلف الصالح لكن ربما تخالف الطريقة، ربما تخالف المنهج أما نفس الأصول والكتب التي يقررها، والتي يدرسها، والمشايخ الذين يأخذ عنهم، والعلماء الذين يذكرهم في المجالس وهم أهل العلم من السلف الصالح من الصحابة والتابعين. حينما تأتي إلى مجلسه في تقرير العلم والمسائل فهو لا يذكر إلا خلاف الصحابة لكلام الصحابة، وكذلك كلام أهل العلم الأئمة الأربعة، وكذلك غيرهما مثل سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة وحمَّاد بن زيد، وحماد بن  سلمة وأمثالهم من العلماء وهكذا من المتأخرين من العلماء يذكر اختيارات عن أهل العلم لابن خزيمة، وابن عبد البر، وشيخ الإسلام، وأمثالهم. ترى المجالس في تقرير العلم بين هؤلاء الذين يحصل منه ما يحصل تقريرها واحد في باب مسائل العلم في الكتب لكن حينما يأتي أمور تتعلق من مناهج الدعوة يكون التقدير تقديرًا منفرًا. وتجد كلٌ منهم ربما يصنف لك هكذا وهكذا، ومثل هذا لا يجوز ولا ينبغي أن يكون بين أهل الإسلام والدعوة إلى الله. وكثير ممن يقع منه هذا يرى أثر فعله، وضرر فعله على إخوانه؛ ولذا ترى أهل العلم والفضل من أراء ذكر العلم ليس هذه طريقتهم وليس هذا ديدنهم بل حينما يذكر له شيءٌ من هذا يقول: ناصحه هل ناصحته؟ هل ذكرته أم أنك يعني همتك في ذكره في المجالس أو ربما في وسائل الإعلام عبر وسائل الإعلام اليوم بكثرتها، وتطورها وتعددها وتنوعها هذه بلية ثم انظر في العاقبة والنتيجة أمرين: ما هي العاقبة والنتيجة؟ العاقبة: الشر والخلاف ونزاع ونرى كثيرٌ منهم في الحقيقة كثيرٌ مما يقع ربما يكون عن كراهية لبعض من يكون لهم جهدٌ ونشاط في الدعوة، ويقبل الناس عليهم وأخذ العلم عندهم، وربما يقع كراهية في النفوس لإقبال الناس عليهم هذه مصيبة وبلية يبتلى بها ربما كثيرٌ من أهل العلم والدعاة إلى الله للمنافسة على مثل هذه الأمور. فأقول يا إخواني الواجب الحذر من هذه الطريقة والتحذير منها وسلوك طريقة أهل العلم، وإذا رأيت على أخيك من الدعاة إلى الله وأهل العلم شيءٌ من هذا ناصحه وبيِّن له. أما كما يقول السائل مثلًا أنهم يقولون: لا تجلس معنا حتى تبدًّع فلان، ينظر إن كان فلان من أهل البدعة التي وقعوا فيها فيحذر منه، لكن إذا كان مجرد اختلاف في طريقة أو سبيل من السبل في طلب العلم أو الدعوة إلى الله مما هو متفقٌ عليه من حيث الجملة فهذا أمر لا يصل إلى مثل هذه الأشياء فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع القلوب على الخير والهدى وغيب النفوس، وأن يصلحا ويجعلنا وإياكم ممن يستمعوا القول فيتبع أحسنه، وأن يمِّن علي وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح آمين.


التعليقات