مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ما ردكم على من قال أنه لا فائدة في العلم الشرعي وما هو إلا تكرار لما قيل من كلام الصحابة رضي الله عنهم بعدهم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
هذا في الحقيقة كلامٌ متناقض ويبطل آخره أوله, أولًا إن قال هذا الكلام جاهل فهذا يعذر بجهله إذا كان غير مفرط, وهذا الجهل في الحقيقة ليس جهلًا بسيطًا جهلًا مركبًا؛ لأنه يبدي حكمًا على أمرٍ قد علم بتواتر من النصوص ثبوته وفضله وأنه عباده عظيمة ومع ذلك يقول لا فائدة منه, وهذا عليه أن يتعلم ويحذر من الوقوع في هذه البلايا والمصائب البدعية الكبيرة, وأما إن كان عالماً فهذا على خطر عظيم, أولًا قوله: أنه لا فائدة من العلم الشرعي وما هو إلا تكرار من كلام الصحابة, كيف يكون يستمر العلم وكيف يعرف كلام الصحابة وكيف ينتشر كلام الصحابة إلا بطلبه, وإذا كنت تقول إن هذا كلام الصحابة وهذه نقولات الصحابة من الأخبار والأحاديث وكذلك أقوالهم رضي الله عنهم, لا يمكن أن تتكرر ولا يمكن أن تعلم إلا بنقلها, وإلا ذهب العلم وطمس العلم, وحل الفساد والشر, فالذي يقال في هذا مردود، مع أن وجوه الرد على هذا كثير جدا وأنه كلامٌ باطل بإجماع المسمين, فقوله لا فائدة, إن كان عالمًا عليه التوبة من هذا القول المنكر الشديد, كيف يقول لا فائدة من العمل الشرعي إذا تواترت النصوص في الكتاب والسنة بفضله, فإذا كان يقول لا فائدة هذا ردٌ لهذه النصوص, وإبطالٌ لها والعياذ بالله من جهة لفظها ثبوتًا ولا من جهة معناها المقطوع بها, فهي مقطوعٌ بها لفظًا ومعنى, فهذا في خطر عظيم لمن يقول: لا فائدة في هذا, والله عز وجل قد نص في عدة آيات سبحانه وتعالى، والرسول عليه الصلاة والسلام في الصحيحين وغير الصحيحين من جهة المعنى, وفي الصحيحين من جهة عموم المعاني وفي نقل العلم, وكذلك بيان سبب وقوع الجهل, وقلة العلم, ونحو ذلك, بسبب عدم طلبه, وهذا أمرٌ متواتر كما تقدم, وكذلك العلم عبادة باتفاق أهل العلم, بل قالوا: إن هذه العبادة أفضل من نوافل الطاعات, فمن أنكر فائدة العلم الشرعي يلزمه أن ينكر ما هو دونه والعياذ بالله, والعلماء متفقون على أنه عبادة, وهذه العبادة أفضل من نوافل الطاعات لما فيها من النفع المتعدد, فكيف يقال مثل هذا؟ وكيف يعلم الناس أقوال الصحابة؟ وكيف يعلم الناس السنة؟ وكيف ينتشر العلم؟ إلا بتكرار العلم, إلا بنقل العلم والنظر بالعلم, ويلزم عليه أن نعدل عن القرآن ونعدل عن السنة, وهذا في معناه إبطال دين الإسلام والعياذ بالله,وحلول الشرك والبدع والمنكرات والفساد بارتفاع العلم, إذا قيل أنه لا فائدة فيه, وكما تقدم وجوه بيان أو وجوه تبين بطلان هذا واضحة ولا يمكن أن تخفى على أطفال المسلمين, فعل من وقع في هذا التوبة وإن كان ذكر هذا عن غيره أن يحذره من هذا القول.


التعليقات