• تاريخ النشر : 03/06/2016
  • 230
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل ما مدى صحة هذه العبارة: "الضريح الذي يصرف الناس عن دعاء الله ليس بأعظم شركًا من الفكر الذي يصرف الناس عن الاحتكام إلى شريعة الله"؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
كلاهما منكر, ولا شك أن القبور والطواف على القبور وسؤال أهل القبور منكر عظيم, وإذا كان يسألهم مباشرةً والعياذ بالله أو يسألهم رفع المسألة فهذا شرك أكبر, ويختلف الشرك وأحوال المشركين, منهم والعياذ بالله من يشرك الشركين الشرك في الإلهية والشرك في الربوبية ويسأل الأموات أمورًا يعتقد فيه أنه يتصرف في الكون؛ كما يقع لكثيرٍ من عباد القبور من الرافضة ونحوهم, هذا من أعظم الكفر ومن أعظم الضلال, وكذلك أيضًا قوله: "من الفكر الذي يصرف الناس", هذا يختلف هناك من الأفكار أفكار فاسدة, أفكار باطلة, أفكارٌ كفرٌ بإجماع المسلمين, فإذا كان هذا يصرف الناس عن احتكام الشريعة؛ بمعنى أنه يصرف الناس عنها ولا يريد الشريعة أن تحكم عمومًا, بخلاف من يريد أن يصرف القاضي أو شخص عن الحكم بما أنزل الله تهاون في نفسه, أو بغض, أو محبة ونحو ذلك, فهذا له حكمٌ أمثاله من العصاة, أما إذا كان ليصرف الناس عن الشريعة فهذا والعياذ بالله لا يقع إلا عن شرك وزندقة في القلب؛ لأنه لا يفعل هذا إلا من يعتقد أن الشريعة لا تصلح أن تحكم الناس, أو يقول أن الشريعة لها وجهٌ الناس يتعبدون الله به, ووجهٌ آخر لا تصلح, مثل ما يقول العلمانيون وأمثالهم, الذين يتمسحون بأنواع من العبادات ويظهرون التدين ربما يصلون مع الناس بل ربما يسابقون الناس إلى صلاة الفجر وهذا من أعظم التلبيس والتزوير الذي يكون به الضلال حينما يرون هؤلاء يصلون مع الناس، فكثير من المنافقين النفاق الأكبر ويكون ضلالهم وفسادهم أعظم من كفر كفرًا صريحًا بواحً, بل يحارب محاربة صريحة للدين فهذا أشد فساد وضرر على المسلمين؛ لأن هذا بمثابة المفسد من الداخل والكافر الصريح بمثابة المفسد من الخارج, والمفسد من الداخل هذا يفتح الباب لكل محاربٍ للدين ويسهل له إفساد الدين ومحاربة المسلمين؛ لأنه يفتح لهم الأبواب, مثل ما ذكر ابن عقيل رحمه الله عن شيخه أبي الفضل الهَمْدَانِي أو الهَمَدَانِي أبي الفضل عن أحد مشايخه أنه قال: هذا في المبتدعة الذين لم يخرجوا عن الإسلام "إن مبتدعة الإسلام من الوضاعين والكذابين الذين يضعون الأحاديث وكذلك من وقعوا في البدع أشد ضررًا على المسلمين من الكافر المحارب للمسلمين"؛ لأنه هؤلاء يفتحون الأبواب والثغرات لأعداء المسلمين ويلبسون على المسلمين ويزينون لهم الضلال والبدع, فهم أشد خطر؛ لأنهم ينطلون ويخفى أمرهم, كما يقع من كثير من المنافقين, أما هؤلاء فكفرهم ظاهر واضح يظهرون ويتوقع منهم, فكذلك كثير ممن يقول إن الإسلام في باب العبادات بينك وبين ربك أما ما يتعلق في المعاملات وأمور الاقتصاد, وأمور أبواب الجنايات, ما يتعلق بالتعليم ونحو ذلك وما أشبه ذلك, هذه نحن نصنعها والناس يصنعونها بحسب أهوائهم, فيبيحون كل شر وفساد ويفسدون الأسر بعباراتٍ منمقة, ويلبسون كعادة أهل النفاق حينما يريدون إفساد الإسلام فإنهم يمزجون الباطل ويطلونه بشيءٍ من الحق حتى يدرج بين عوام المسلمين؛ لكن أهل العلم والغيرة لهم بالمرصاد والله ناصرٌ دينه وكتابه سبحانه وتعالى نسأل الله أن ينصر دينه وكتابه, ويجب الحذر من هؤلاء فإن شرهم عظيم, كذلك الحذر والتحذير مما يقع فيه عباد القبور والذين يقفون بالقبور فإن ضررهم عظيم, وخاصة إذا كان هناك من يكون في الظاهر قدوة, أو هو من أهل العلم في الظاهر فيزين للناس عبادة القبور والطواف بالقبور, بل قد يكون في المسجد الذي يقرر فيه ويدرس فيه قبر يطاف به فيطوف الناس أمامه وهو يراهم؛ بل ربما يشاركهم ويحسن هذا الفعل وينكر على من ينكر عليه, هذا لا شك من أعظم الفساد والشر حينما يكون بسبب هذا الذي يظهر للناس أنه من أهل العلم عياذًا بالله من هذه الحالة.


التعليقات