يقول السائل : إحدى النساء من عائلتي أرادت أن تنتقم من أمي وخالاتي وخالي فأغلب الظن أنها سحرتهم وظهر ذلك من خلال علامات وأمارات، فكيف يتعاملون معها هل يقطعون الرحم لأجل الشرط ونطلب منكم الدعاء؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يشفيهم وأن يرفعهم وأن يعافيهم، اللهم اشفهم وعافاهم بمنك وكرمك وإياكم وإخواننا المسلمين، آمين. أما ما يتعلق بالسحر فهذا لا شك إذا علمت هذه المرأة الساحرة بعد التحقق، بعض الناس يظهر عليه أمارات ويأتي بعض الناس ويقول: أنا بي سحر، من قال بك سحر، التوهمات اليوم لا حصر لها لضعف الدين وضعف العلم وكثرة البدع والضلالات والمعاصي وشؤمها والصخب والأشياء هذه ومخاطبة الشياطين للناس في الأسواق وفي الطرقات وعدم مصاحبة ذكر الله صارت توهمات والأشياء هذه والشكوك ومثله كثير بين الناس وتسببت في مصائب في البيوت وبين الجيران والأخوال والأقارب والأصحاب والزملاء الإنسان يلجأ إلى الله عز وجل ويستعين به ويعلم أن هذه أوهام ولا حقيقة لها، فإذا كان الأمر كذلك وتحققتم من هذا في هذه الحالة ينظر في الأمر وأول ما يعمل من يكون عليه شيء أن يلجأ إلى الله لا يقصد مثلاً من سحره لا، هذا الذي يعمل السحر في الحقيقة آذى نفسه، الساحر والساحرة في غم ونكد والعياذ بالله، تجده لا يأكل إلا عند النجاسات والعياذ بالله وربما أحيانًا بعض السحرة يضعون نجاسات عند الطعام، ما يطيب الطعام لهم إلا عند النجاسات خاصة إذا كانوا من السحرة من سحرة النساء أو من سحرة الرجال وفي أماكن قذرة والعياذ بالله فهم في نكد وهم وغم، وربما الساحر هذا والساحرة مسحور لا يملك لنفسه شيء أبدًا ولذا ما دام يستعين بالسحرة على أمره وإذا أراد يفك السحر ولم يستعين بالله جاء ساحر أعظم من الساحر الأول هم مثل المتغلبون في الأرض القوي له الغلبة مثل شياطين الإنس والجن سواء لا يختلف بعضهم عن بعض.فأولاً الإنسان يلجأ إلى الله عز وجل بقراءة القرآن وخاصة قراءة سورة البقرة وآية الكرسي والفاتحة سبع مرات وآخر البقرة والمعوذات المعوذات المعوذات يا إخواني ما تعوذ متعوذٌ بمثلهما، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( ما تعوذ متعوذٌ بمثلهما)(1)، ولما جاء جبرائيل عليه السلام "نزل على النبي عليه الصلاة والسلام قرأ عليه المعوذات فصار ينحل عقدة عقدة "(2) ثم بعد ذلك إذا علم من الساحرة فإنها تبلغ عنها وتؤخذ وربما يسأل أهل الخبرة العاملين بالسحر حتى يتحقق من الحال فينظر هذا السحر أين هو وأين عملته فيزول شره، لكن الجأ إلى الله واعلم أن هذه الشدة خير مهما كان والجأ إلى الله وحافظ على الصلوات وقراءة القرآن واجتهد ولو كان بعضهم ربما اشتد عليه قراءة القرآن يجتهد فإنه مع اجتهاده ينحل لسانه إلى هذا فيقرأ القرآن يقرأ البقرة أو ما تيسر منها ويقرأ الآيات المتقدمة ويكثر من الذكر ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل من أعظم أسباب إزالة السحر.
وكون الإنسان وقع له هذا فلا نقول يذهب كل يوم في بلد وكل يوم عند فلان من الرقاة لا ترقي نفسك بنفسك، ارقي نفسك بنفسك ولا تتعب نفسك ولا تشغل نفسك ولا أهلك في بيتك عند دواءك وعندك شفاءك وأبشر.
ما هناك؟ القرآن كله شفاء { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }[الإسراء:82] لكن لو قرأ بعض آيات السحر لا بأس لكن من أعظم ما يقرأ البقرة وآية الكرسي، آخر البقرة، المعوذات، الفاتحة تكرر سبع مرات تقرأ الفاتحة مثلاً مباشرة أو مثلاً في ماء أو في زعفران ثم تشربه أو تغتسل ببعضه لا بأس بذلك.
لا بأس وكذلك إذا كان السحر هذا في جوفه إذا كان السحر في جوفه هذا لا بأس الإنسان يستخدم بعض الأعشاب، فيه بعض الأعشاب جيدة السنا المكي عشبة الكندس هذه العشبة قوية لكن السنا المكي هذا أخف، السنا المكي هذا جرب لنوع من السحر فإنه سبب في إذا كان سحرًا قد شربه، شربه فإنه سببًا في نزوله من جوفه ونوع آخر من العشبة لكنها بعضها قوية وربما تضر فيسأل عنها قبل أن يستخدمها أهل الخبرة والاختصاص في ذلك لكن الشفاء الأكبر والأعظم هو الشفاء بالقرآن ولا بأس أن يأخذ بعض الأسباب الحسية وبعض الأعشاب ونحو ذلك.
الحبة السوداء والزيت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) رواه الترمذي وغيره وهو حديثٌ جيد، (كلوا الزيت وادهنوا به) يأكل الزيت سواء أكلته مباشرة أو أكلته مع شيء مع خبز تدهن به الزيت مع القراءة كأنك تغلي الشيطان شوف اللحم إذا كان في الزيت يغلي، الشيطان كذلك حينما يتلبس إنسان بالشيطان ثم دهن بالزيت وقرأت عليه كأنه يغلى في قدر زيت لكن عليه التأني في مثل هذا حتى يستيقن هذا إذا كان مس ونحو ذلك نعم.
لا السنا المكي، هو عشبة قوية تسمى عشبة الكندس لكن هذه قوية جدًا ولا أتحققها الآن لكن ينبغي ويقولون إن بعض الأعشاب الأخرى عند العطارين وربما يسأل أيضًا أهل الخبرة مما لهم عناية ومعرفة بهذا الأمر لكن مثل ما ذكرت لا يكون التفاته إليه بل همته والتفاته إلى القراءة والإقبال عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تَعَوَّذ بِهِمَا ، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثلِهِمَا) رواه أبو داود (1463) والنسائي في "الكبرى" بنحوه (7789) وصححه الألباني في صحيح أبي دواد .
(2)في المنتخب من المسند: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ. قَالَ: فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَقَالَ: "إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ فِي بِئْرِ فُلَانٍ". قَالَ: فَأَرْسَلَ عَلِيًّا فَجَاءَ بِهِ، قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَحُلَّ الْعُقَدَ "وَتَقْرَأَ"1 آيَةً، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَحُلُّ, حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ. قَالَ: فَمَا ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ شَيْئًا مِمَّا صَنَعَ بِهِ. قَالَ: وَلَا أَرَاهُ فِي وَجْهِهِ.
أخرجه عبد بن حميد بسند صحيح(271) والحديث أخرجه: أحمد "4/ 367".