هل يصح القول بإنكار تقسيم الدين إلى أصول وفروع؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; القول بأن الدين منقسم إلى فروع وأصول بحسب التقسيم؛ فإن كان المراد أن هناك أصول يوالى عليها ويعادى عليها، وفروع ليست كذلك، أو هنالك أصول يكفر من أنكرها وفروع ليست كذلك؛ فهذا التقسيم لا أصل له؛ لأنه هناك من المسائل ما هي من الأصول ومن أنكرها فإنه يكفر، أو من لم يعمل بها، بحسب المسألة التي ينكرها أو لا يعمل بها، أو بعضهم يقول: مسائل علمية، ومسائل عملية، وإن كان المراد أن من الدين ما هو أصول، ومن الدين ما هو فروع؛ فهذا واقع في كلام أهل العلم، ومما اشتهر أن أصول الإيمان وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وكذلك أركان الإيمان؛ هذه من أعظم الأصول، وهنالك فروع بعد ذلك هي دون ذلك، وهنالك مسائل من خالف فيها فإنه يتسع فيه الخلاف لأنها من الفروع الخفيفة التي ليس فيها نص إنما مسائل اجتهادية، هناك مسائل من خالف فيها فإنه ينكر عليه إذا تبين الدليل له، وإن لم يتبين فإنه يبين له، فالمقصود: أن الواقع في كلام أهل العلم من قال: إنه لا يقسم الدين إلى فروع وأصول، مثل ما وقع في كلام شيخ الإسلام المعنى: أنها أصول يوالى عليها ويعادى عليها، وفروع الأمر فيها واسع، لأنهم يجعلون من ضمنها الصلاة، والصلاة جاءت بالأدلة الكثيرة في التشديد فيها، وأدلة خاصة في كفر تاركها، فلابد من التفصيل والتبيين في مثل هذه المسائل، وقد اشتهر في كلام أهل العلم فروع الدين، وألفوا في الفروع في مسائل الفقه والعبادة.