يقول السائل : ما هي ضوابط التبديع ؟ ومتى يبدع الرجل من أهل السنة والجماعة ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
ضوابط البدع كما في قول الله عز وجل } أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) { ([1]) .
كل ما لم يكن من دين الله سبحانه وتعالى مما يبتدع ويخترع فهو بدعة ومن عمل به فهو مبتدع وما لم يكن سمى ديناً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فليس اليوم ديناً لقوله عز وجل}:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) {([2]).
وعن عائشة أم المؤمنين أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من عملَ عملا ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ ) ([3]) كل شيء ليس على هديه وسنتة فهو مبتدع هذا في أبواب العبادات وهذا محل إجماع من أهل العلم.
أما أبواب العادات والمباحات فالأصل فيها الحل فكل من اختار عبادة أو دعاء أو ذكراً على صفة خاصة نقول وما الدليل عليه؟ فإذا لم يكن دليل نقول الحمد لله أكمل الله الدين وأتم النعمة ، أنت حينما تبتدع هذه البدعة، إما أن تقول الدين لم يكمل، وهذه مصيبة والعياذ بالله لأنه يعتبر اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يبلغ إما لم يبلغ والعياذ بالله، وإما أنه لم يقل به هذا كله ضلال، وإن كان المبتدع لا يعتقد هذا لكن يجمل هذا الشيء ويستحسنها ويقول كذا وكذا فلهذا كانت البدعة وكل بدعة ضلالة([4]). هذا نص عام فيه كل بدعة ضلالة ، تقدمت بعض الآثار في هذا الباب، ولهذا أوصي نفسي وإخواني بالنظر والتبصر فبعض الناس يستعجل في أمور قد تكون اجتهادية فتحدث فتن وبدع لعدم التبصر والنظر فهي مضبوطة بالأدلة، وما أشكل نرجع به إلى أهل العلم.