يقول السائل : مالفرق بين تكفير السيئات والعفو هل ان الله يقبل التوبه وتظل فى سجله ام يعفى عنه ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
المغفرة والعفو متقاربان لكن أيهما أبلغ الله أعلم من أهل العلم من يرى أن العفو أبلغ، ومنهم من يقول أن المغفرة أبلغ، وقد سألَتْ عائشةُ رضي الله عنها النبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنْ وافقتُها (أي ليلة القدر ) فبِمَ أدعو ؟ قال : (قولي اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني ). (1) ونسخ الترمذي مطبوعة فيها زيادة كريم أي " عفو كريم " هذا ينظر هل هذا خطا من الناسخ والطابع والمشهور أنها غير موجودة في الرواية ويقول احدهم أن الشيخ الألباني ذكرها فينظر . والغفران من المغفرة وهو يعني الشيء الذي يحيط به ويستره ويقيه والعفو كذلك من عادة الديار إذا غطاها التراب وسفا عليها الرمل ونحو ذلك لا ترى ويحال بينه وبينه وكلها من الألفاظ والدعوات التي يجتهد المسلم في أن يسأل الله المغفرة ويسأله العفو والعافية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الترمذي (3513) وابن السني في عمل اليوم والليلة(768) عن عن عائشة أنها قالت:يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول؟قال:(قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني). قال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح.
وهذا الحديث وقع فيه خطأ لفظة(كريم)فإن الأئمة الحفاظ رووا حديث عائشة بدون هذه الزيادة، فأخرجه ابن ماجه(3918)، وأحمد(26206) والنسائي في السنن الكبرى(10713) والطبراني في الدعاء(916) والحاكم(1985) وقال:صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأورده الأئمة المتأخرون في مصنفاتهم بدون ذكر لهذه الزيادة مع عزوهم الحديث للترمذي، فقد ذكره المجد ابن تيمية في المنتقى (1772) والنووي في الأذكار(582) والحافظ ابن حجر في البلوغ(663)،والسيوطي في الجامع(4423) ، قال العلامة الألباني في الصحيحة(3337):زيادة (كريم) لا أصل لها في الكتب المتقدمة وهي خطأ من النساخ أو الطابعين.