هل هناك نوايا نقولها أو نفعلها أثناء الأعمال المنزلية أو بصفة عامة لزيادة الأجر ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
النوايا ولله الحمد في أبواب العمل سهلة وميسرة, يكون للرجل نية, وللمرأة نية, بأن ينوي الخير في كل عمله, والمرأة قي كل عملها، في عملها في البيت, في خدمة أولادها وزوجها, وفي عملها إن كان لها عمل, وفي سائر أمورها تنوي الخير في ملبسها في مأكلها في مشربها, في كل شؤونها فتنقلب مباحاتها إلى عبادات، وهو أن الأعمال تنقلب بالنية إلى أعمال مشروعة, يعني هناك أمور من العادات مثل الأكل والشرب لكن كونه يأكل الطعام يستعين به على طاعة الله, يشرب يستعين به على طاعة الله, ينام يستعين به على طاعة الله, هذه كلها مباحات في ذاتها، حينما ينوى بها عمل الخير تكون عبادات، بعض العادات جاءت فيها نصوص خاصة, مثل لبس الحذاء, فيشرع أن تلبس حذائك لتبدأ باليمين, وأن تبدأ في الخلع بالشمال, كما في الصحيح من حديث أبي هريرة «إذ انتعل أحد فليبدأ باليمين, وإذا نزع فليبدأ بالشمال، فلتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع »(1) ، وغالب العلماء على وجوب ذلك, والجمهور على خلافة, والقول بوجوب الانتعال باليمين قوي لظاهر النص. فمن عمل عملا مباحاً وكان له نية انقلبت مباحاته عبادات,كما قال الإمام أحمد رحمه الله, تكون له نيات إذا خرج من بيته, يسلم على من لقيه, إذا رأي أذًى في طريقه أزاله, يصلح بين اثنين وهكذا, ولو نسي هذه النوايا ولم يستحضرها فإنه يؤجر بنيته الأولى إذا كان من عادته إذا خرج يكون له نية في عمل الخير، لأنه مستحضر للنية حكمًا وإن لم يستحضرها حقيقًة, بل لو جاء إنسان للمسجد ودخل لصلاة الظهر مثلًا, ثم كبر ولم يستحضر في نيته أنها صلاة الظهر, فنقول صلاته صحيحة ولو لم يستحضر أنها صلاة الظهر؛ لأنه اعتاد أنه يصلي صلاة الظهر في هذا الوقت، فاستحضاره للنية أكمل وأتم, لكن إذا لم يستحضر فالعمل على نيته الأولى، وجاء حديث مرسل عن ابن أبي سلمة قال: «إذا كان أصل نيتهم الجهاد في سبيل الله». يعني أنهم يؤجرون ولو غنموا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم رقم (3920).