ما حكم قول العبارة المشهورة "الرضا بالمقسوم عبادة" ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
من قسم الله له أمراً من الأمور التي لا خيرة له فيها، فإن عليه أن يقبله بقلب راضي طيب، والرضا مستحب في المصائب، والصبر واجب، وكذلك ما يقسم الله سبحانه وتعالي للعبد من الرزق، فإنه عليه أن يقنع بما قسمه الله سبحانه وتعالي له به، وفي الحديث الجيد عند الترمذي، وابن ماجه وغيرهما، أنه عليه الصلاة والسلام قال ( وارض بما قسمه الله لك تكن أعبد الناس ) (1) وهذا دليل أنه عبادة، ولا شك أن الرضا بما قسمه الله سبحانه وتعالي لك عبادة، لأنه يتعلق بالقلب والعبادات القلبية من أعظم العبادات، وهذا يشمل كل ما قسم الله سبحانه وتعالي للعبد من رزق في تجارة، أو رزق في وظيفة، ونحو ذلك من الأرزاق، وكذلك ما قسم الله سبحانه وتعالي ويسر، في عمله أو دراسته، وكذلك للمرأة، ما ييسر الله سبحانه وتعالي، لها من زواج، فترضي بما قسمه الله سبحانه وتعالي، والرجل يرضي بما قسمه الله سبحانه وتعالي له، ولهذا يسعي للأسباب الشرعية،وإذا سعي للأسباب الشرعية ، يرضي بما قسمه الله سبحانه وتعالي، سواء تحقق له مطلوبة، أو لم يتحقق له مطلوبة، وهذا يورث الرضا في قلبه واليقين، ثم يعوضه الله سبحانه وتعالي خيراً، ولذا لو أن رجلاً نوى الزواج، وقبل بالأسباب، فتأخر بعض الوقت، فعليه أن يطمئن، وأن يرضي، وأن يعلم أن الخيرة فيما اختاره الله له سبحانه وتعالي، وكذلك المرأة، تبذل الأسباب في طلب الخير والزواج ، والبحث عن الرجل الصالح، والرجل يبحث عن المرأة الصالحة، فإن تيسير فالحمد لله، وإن لم يتيسر، فإنه يرضي بما قسمه الله له سبحانه وتعالي، وهذا من العبادة، ويشمل قناعته بكل ما يقسمه سبحانه وتعالي، والأخبار والأدلة في هذا كثيرة ولله الحمد، نعم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد رقم (8081) والترمذي رقم (2305) وقال:غريب، والبيهقى في شعب الإيمان رقم (9543) .قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2/637): حسن، وانظر صحيح الجامع رقم (100).