يقول السائل : ما حكم من يقرأ القرآن على قبر الميت ثلاثة أيام ويستدل بحديث "اقرءوا على موتاكم يس"؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
قراءة القرآن المراد بها؛ يعني القراءة على المحتضر، وهذا حديث ضعيف رواه الترمذي، وقال الترمذي عن أبي عثمان "وليس بالنهدي" يعني أنه رجل مجهول، فالحديث لا يصح في قراءة يس(1)، لكن لا بأس، يقول العلماء؛ أن يقرأ القرآن على المحتضر، يس أو غير يس، فإنه يخفف عنه، فإذا قرأ عليه ما تيسر أو ذكره، هذا لا بأس به، لأن المقصود هو التخفيف، ولهذا قال النبي؛ صلى الله عليه وسلم، "إذا حضرتم الميت، فلا تقولوا إلا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون"، كما في حديث أم سلمة، في صحيح مسلم(2)، ومن أعظم الخير؛ القرآن، يقولون كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام من قول خير البرية، والقرآن والذكر من خير القول، والنبي قال؛ "لا تقولوا إلا خيراً"، في هذه الحالة لا بأس، لكن لا خصوص لسورة معينة، أو آية معينة، أما القراءة على الموتى؛ فهذا لا أصل له، ولا دليل عليه، إنما التهوين على الميت، والتخفيف عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان – وليس بالنهدي – ، عن أبيه ، عن معقل بن يسار ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : اقرؤوا ( يس ) على موتاكم " . أخرجه أحمد ( 5 / 26 و 27 ) ، وأبوداود (3121 ) وابن ماجه (1448 ) ،، وابن أبي شيبة ( 3 / 237 ) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 8 / 57 ) ، والحاكم ( 1 / 565 ) ، والبيهقي ( 3 / 383(.
و قال الدارقطني : هذا حديث ضعيف الإسناد ، مجهول المتن ، لا يصح في الباب حديث " .وأعله ابن القطان بالاضطراب والوقف ، وبجهالة حال أبي عثمان . تلخيص الحبير (2 / 104 ). وقال الألباني في " الإرواء " ( 3 / 150) : ضعيف " .وقال في " كتاب الجنائز " ( ص 11 ) : لم يصح فيه حديث) " .
(2) أخرجه مسلم (2079).