يقول السائل : هل يصح ماورد عن عائشة رضي الله عنها أنها شدت رحلها لزيارة قبر أخيها ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لا أدري عن صحته، هذا مشهور عنها رضي الله عنها قالت: عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها "لو شهِدتُك ما زُرتُك"(1)، هذا الذي جاء عنها، وكأنها مرت به بالحبشة بطريقها، والظاهر والله أعلم أنها لم تقصد زيارته،لأنها قالت:"لو شهِدتُك ما زُرتُك" وكأنها –رضي الله عنها- لما أنها كان أخاها ولم تحضر وفاته، لأنه مات بالحبشة بعيداً عنها، شق عليها ذلك، فيمكن تأولت ذلك وهو عدم شهود الموت، فأرادت أن تقضي الزيارة، لا خصوص الزيارة، فهو أمر خاص، وليس زيارة للقبور، إنما قبر خاص، في حالة خاصة، كونها ما شهدت، فهذا الفعل يعتريه ما يعتريه، ثم هو من فعل عائشة واجتهادها –رضي الله عنها-، والأدلة واضحة وبينة من روايتها وروايات غيرها: حديث عائشة(2) وأبي هريرة(3) وحسان(4) في عدم جواز زيارة النساء للقبور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في سنن الترمذي (1055). عن عبد الله بن أبي مليكة قال توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بحبشي قال فحمل إلى مكة فدفن فيها فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت: وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ثم قالت والله لو حضرتك ما دفنت إلا حيث مت ولو شهدتك ما زرتك .قال الشيخ الألباني تحقيق المشكاة :ضعيف (1718).
(2) أخرج الحاكم (1392) ، ومن طريقه البيهقي (7207) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : " أَنَّ عَائِشَةَ أَقْبَلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْمَقَابِرِ ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ ؟ قَالَتْ : مِنْ قَبْرِ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَقُلْتُ لَهَا : أَلَيْسَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، كَانَ قَدْ نَهَى ، ثُمَّ أُمِرَ بِزِيَارَتِهَا " .وهو حديث صحيح الإسناد ، رجاله كلهم ثقات . قال الحافظ العراقي : أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور بِإِسْنَاد جيد " .تخريج أحاديث الإحياء" (ص 1872).وصححه الألباني في "الإرواء" (3/233).ورواه ابن ماجة (1570) مختصرا،ولفظه: عَنْ عَائِشَةَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ " .وصححه البوصيري في "الزوائد" (2/42).
(3) وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ) لعن زوارات القبور ) . أخرجه الترمذي ( 1 / 196 ) وابن ماجه ( 1576 ) والبيهقي ( 4 / 78 ) وأحمد ( 2 / 337 ).
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح "
(4) وأما حديث حسان قال : " لعن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم زوارات القبور ) أخرجه ابن ماجه ( 1574 ) وابن أبي شيبة ( 4 / 141 ) والحاكم ( 4 / 374 ) والبيهقي وأحمد ( 3 / 442 ) وسكت عليه الحاكم والذهبي . وقال البوصيري في ( الزوائد ) ( ق 98 / 2 ) : " هذا إسناد صحيح ،