يقول السائل : ما هي الكتب التي تنصحون بها للدراسات في دور التحفيظ لتدبر القرآن، وما رأيكم في تفسير البيضاوي، علما بأن المعلمة ستقوم تأخذ التفسير منه، ومن كتاب ابن كثير، والسعدي والقرطبي، ونحن لازلنا في بداية طلب العلم؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
ما ذكر من الكتب، كتاب ابن كثير، وتفسير السعدي، وكذلك القرطبي، كما لا يخفى هو على طريقة بعض المفسرين، وخاصة في باب الأسماء والصفات، وصرفها عن ظاهرها المخالف لأهل السنة والجماعة.
أما تفسير البيضاوي فهو أشد التفاسير في هذا الباب، ولهذا ذمَّه كثير من أهل العلم، بل قال بعضهم إن فيه التغيير أشد من كتاب الزمخشري، ويعنى طريقته في أبواب الأسماء والصفات، ولهذا ينبغي الحذر عند المطالعة فيه، فلا يقرأه إلا من كان بصيرا في هذا الجانب، أو يعرضه على أهل العلم.
ثم والحمد لله هناك من الكتب النافعة العظيمة التي يستغنى بها عن مثل هذا الكتاب، خاصة لمن كان مبتدئا في طلب العلم، فلا يخوض شيئا لا يحسن العوم فيه، خاصة في مثل هذه الأمور، وربما يعلق قلبه بشيء من هذه البدع، ومن هذه التأويلات، بل التحريفات الواقعة في كثير من كتب التفسير، والعبد عليه بالسلامة، ولا يعدل بالسلامة شيء.
والحمد لله كتب التفسير المختصرة، والمتوسطة، والمطولة كثيرة ولله الحمد، التي تسوق التفاسير بالآثار، وتبين كتابه سبحانه وتعالى، وتفسره بالأدلة وبالآيات وبالأحاديث وبكلام الصحابة رضي الله عنهم.
تفسير ابن كثير، هذا الكتاب العظيم، وكذلك تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، كذلك يعني في هذا الباب على طالب العلم أن تكون عنايته أيضًا بكتاب الله سبحانه وتعالى كما أشار السؤال بالتدبر والنظر، والتأمل حينما يقرأ، ويستعين ببعض التفاسير التي تشير إلى شيء من التدبر، وهناك مصنفات في هذا الباب، وفيه كتاب في المتشابه في القرآن-الآيات المتشابهة- للخطيب الإسكافي[1] ، له كتاب في المتشابه من القرآن، وبيان السر في التشابه، وكذلك محمود الكرماني[2]، له أيضًا كتاب أيضًا في المتشابه، كتاب مختصر فيه إشارات لبيان السر في التشابه، وبعض الفروقات، وهناك كتاب البقاعي[3] في هذا الباب، وكتب كثيرة لمن شاء القراءة فيها.