• تاريخ النشر : 31/05/2016
  • 204
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

نحن مجموعة من الأخوة وضعنا برنامج لحفظ المتون فهلا ذكرت لنا بعض الأسباب المعينة على الحفظ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  أسباب الحفظ كثيرة، والإنسان بإمكانه أن ينظر في الطريقة المناسبة له، لأنه ربما تكون طريقة لشخص مناسبة ولأخر غير مناسبة ، وهناك أمور وأسباب، أولًا: يكون عند الإنسان نية صادقة حينما يريد الحفظ، نية خالصة في طلب العلم، ويجتهد في تخليصها من الشوائب، ومن المقاصد الدنيوية، لمنصب أوجاه أو شرف، وقد حذر السلف كثيرًا رحمة الله عليهم من هذا وكانوا يوصون به، وكانوا يشتكون أنفسهم كثيرًا في أمر النية، حتى قال سفيان رحمه الله، ما عللت شيئًا مثل ما عللت النية، إنها تتقلب علي، وجاء عن سفيان رحمه الله أيضًا أنه قال: طلبنا هذا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله، المعنى أنه قد يدخل في نيته شيء من الشوائب، فلا يصرفه هذا عن طلب العلم، وخاصة الإنسان في أول أمره، يحصل له شيء من هذا، وربما يريد أن ينافس أقرانه، وأن يغلبهم وربما يناظر في بعض المسائل، ويجتهد في أن ينصر قوله على قولهم، وهذا لا يصرفه عن طلب العلم، ولا يجعله سببًا في تأخره عن ذلك، ويقول نيتي قاصرة نيتي فيها شائب، فيدخل لك بها الشيطان، فيرضى منك بهذا، مادام هذا شيء يرضي الشيطان فاعصي الشيطان، وإذا جاءك الشيطان ويقول إنك طلبت العلم لغير الله، فازدد في طلب العلم، واجتهد في ذلك، ولو عرض لك ما عرض، يعني هذا من أعظم أسباب إزالة الوساوس، وكون الإنسان يقع في نفسه إحساس أنه قصر في نيته، وأنه يدخل مع نيته شئ، فهذا من أعظم أسباب صلاح النية، لكن الشأن هو موت القلب حيث لا يحس، ولا يدري شيء من ذلك، أما إذا وقع في قلبك شيء من هذا وتألم هذا من أعظم دلالات السعادة والخير، وعليك أن تعرض عن هذه الوساوس ، المقصود النية والاجتهاد في إصلاحها، والسلف رحمة الله عليهم وقع عليهم شيء من هذا،  ولم يبالوا وذكروا هذا عن حالاهم في أول الطلب، تعليمًا لنا حتى نزداد من الخير، وهذه يجري حتى في العبادات، كما قال بعض السلف، إذا جاءك الشيطان وأنت تصلي، وقال إنك ترائي فزدها، يعني لو جاءك الشيطان فعرض لك شيئًا من عارض، خاطر مثلًا من الرياء ، تقول أنا مرأي أريد أن أرفع من السجود، حتى لا أطيل السجود فيراني أحد، فعليك أن تعصيه وأن تطيل السجود والصلاة، وأن تطيل ما أنت فيه من الخير، وهذا من أعظم أسباب إغاظة الشيطان، وحلول البركة والخير من الرحمن، وذهاب الوسوسة، والوسوسة تحصل في العلم لكثير من الناس، والشيطان يريد أن يصرف الإنسان، خاصة الشباب، إذا توجه إلى الخير وطلب العلم، فأقول عودًا على بدأ النية هي المقصد الأول، وعليها المعول، مع الجد والاجتهاد في طلب العلم، ويستعين العبد بربه سبحانه وتعالى، ويسأله صلاح نيته، قال عزوجل: (إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (1)، وأعظم ما يستعين العبد بربه سبحانه وتعالى، ما هو الحفظ للعلم، ثم تنوي أن تعمل بما تعلم من العلم، كما قال الإمام أحمد رحمه الله في طالب العلم قال: يكون له نية، قيل كيف يكون له نية؟ قال ينوي أن ينفي الجهل عن نفسه، وأن يعلم غيره، وهذا من أعظم المعينات على الحفظ، وكذلك المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة في أوقاتها، وإجابة المؤذن، والمحافظة على السنن الرواتب، فإنها من أعظم أسباب الحفظ، وأعظم أسباب التوفيق، ثم بعد ذلك يسلك الطرق المتاحة للحفظ، وهي معلومة، طريقة الحفظ والنظر، والله أعلم.

ـــــــــــــــ (1) سورة البقرة، الآية (5).


التعليقات