الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; عقيدة الأشاعرة كما لا يخفى مشتملة على أنواع من البدع وإن كان الأشاعرة مضطربين اضطرابًا كثيرًا نحى بعضهم بأقوال خاصة من المتأخرين إلى أقوال تشبه أقوال الجهمية ولهم أقوال في باب الأسماء والصفات وفي باب أفعال الله سبحانه وتعالى والصفات الخبرية وكذلك في تعليل أفعال الله عز وجل لا يقولون بها بلا علم ولا حكمة كذلك من الصفات الخبرية وصفات المعاني المعنوية فإنهم لا يثبتون منها إلا سبع صفات كذلك لا يثبتون الرؤية على الحقيقة بل يُرَى في غير جهة وهذا في الحقيقة لا معنى له وهذا مكابرة ولو قيل لو أن بعضهم كان أنكرها ربما كان أسهل من جهة أن هذا القول في الحقيقة يؤول إلى العلم ولذا قال كثيرٌ من محققيهم حقيقة قولنا هو قول الجهمية وكذلك كثير من الأمور الواقعة في هذه العقيدة فالواجب الحذر وأنت حينما ترى كلام أهل السنة ودلائل أهل السنة والتي أجمع عليها في مثل هذه الأمور يستدلون بالأدلة الكثيرة العظيمة في الكتاب قال الله سبحانه وتعالى وقال رسوله عليه الصلاة والسلام ويذكرون إجماع الصحابة والتابعين أما هؤلاء فلا تجد إلا كلام في كلام ويناقض بعضهم بعضًا ولا ترى في ذلك الأدلة من الكتاب والسنة بل حينما يذكرون الدليل من الكتاب والسنة ليس ليحتجوا به بل ليردوها ويبطلوا معانيها ويحرفونها تحريفًا واضحًا بينًا ومثل هذا لا يجوز فالواجب على الإنسان حينما منَّ الله عليه كما ذكر السائل وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى لما رأى الحق ورأى الأدلة الواضحة البينة فالواجب هو اتباعها وكما تقدم فإن الأشاعرة ترى منهم اضطراب عظيم ولذا كثيرٌ من أهل العلم الذين لهم عناية بكتب الحديث ومن ينتسب للأشاعرة لما ترى شروحهم وكلامهم على بعض الأخبار تراه يضطرب اضطرابًا عظيمًا في تقرير بعض الأمور مثل الاستواء عندهم مثل الرؤية وما أشبه ذلك نسأله سبحانه وتعالى أن يهدينا وإياكم سواء الصراط وأن يجعلني وإياكم من الهداة المهتدين بمنه وكرمه.