السؤال: ما حكم من يدعوا زوجته لحفل لدخولها في عمر جديد ولكن لا يحدد يوم الميلاد بعينه ودون تشبه بالكفار بوضع شمع وغيره فهل يجوز ذلك أم يعتبر محدثًا؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذا له صور منها أن يكون بإحياء تلك الليلة وذلك اليوم هذا لا شك من الاحتفال المحرم واتخاذ عيد وهذا لا يجوز وسبق بيان هذا وله صور أخرى أيضًا في أنواع الاحتفالات والأعياد التي يعملها كثير من الناس هذا بمناسبة زواجه وهذا بمناسبة مثلاً ولادة وما أشبه ذلك من المناسبات وكلها في الحقيقة أعيادٌ محرمةٌ وأدلتها واضحة وبينة، الحال الثاني: أن يكون على هذا الوصف ودون تحديد يوم بنفسه لكن يكون فيه مشابه للأعياد توضع شموع ونحو ذلك هذا أيضًا لا يجوز، الحال الثالث: أن يكون خاليًا من ذلك لكن مع قصد جعله إحياءً ليوم الزواج هذا الأظهر والله أعلم منعه ولا يجوز وذلك أنه طريقٌ قريبٌ لجعل هذا اليوم عيدًا سواءٌ يوم الزواج أو هذه الليلة التي يدعوا فيها زوجته لأن النفوس حينما تتعلق بهذا الشيء يكون قصده ونيته إحياء ذكرى زواجه فإنه طريقٌ قريبٌ إلى تعظيم هذا اليوم سواء يوم الزواج أو اليوم الذي جعل فيه هذه المناسبة، والشريعة تسد الأبواب التي تفضي إلى البدع، ثم أيضًا حينما يقوم بنفس الإنسان هذا الإحياء فالعلة موجودة وإن كانت أخف من جهة أنه لم يكن في نفس اليوم وذلك أن هذا يقود إلى إحياء ذلك اليوم أو تلك الليلة وإن كانت ليست موافقة لنفس تاريخ الزواج ولذا على الإنسان مثل ما يفعل كثير من الناس يذهب وأهله مناسبة ولا يكون في يوم من العام سواء كان وافق هذه الليلة أولا بل بحسب ما تيسر يذهب هو وأهله سواء كان يعني يدعوهم في مطعم أو نزهة برية ونحو ذلك هذا هو الإكرام الحقيقي وهذا هو الذي يكون فيه التعبيد لأمر الزواج وما بينهما يكون القصد إكرامه ليس لتلك الليلة ، لا قصد إكرامه لزوجته التي اجتمع وإياها وصارت بينهما هذه الألفة فيكون أعظم وأكمل أما أن يكون بنية ذلك اليوم أو ما يشابه ذلك اليوم هذا في الحقيقة إكرام مدخول وليس خالصًا وعلى الإنسان أن يحذر مما قد يكون طريقًا قريبًا إلى مثل هذه البدع.