شيخنا جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم يقول السائل ما هي العقيدة وما هو المنهج وأيهما يكون تبعًا للآخر؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
العقيدة من العقد والاعتقاد, ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً﴾[المائدة:48], والمنهاج هو الطريق الفسيح الواسع, والعقيدة من الاعتقاد؛ والمعنى أنه يعتقد ويسير وينتهج هذه العقيدة, فالعقيدة مبتدأ أمره, والمنهاج هو سيره على هذه العقيدة, فهو ينهج ويسير على هذه العقيدة, على الصراط المستقيم﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾[الفاتحة:6]
﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾[هود:112]
﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[هود:56]
فهذا هو معنى العقيدة, والمعنى واحد فمن كانت عقيدته صحيحة كان نهجه صحيحًا وطريقه صحيحًا, اتقى الظلمات وبنيات الطريق كما في الأحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام منها حديث النواس بن سمعان (ضرب الله مثلًا صراطًا مستقيمًا وعلى جنبتي الصراط صوران فيهما أبواب مفتحة وفي الصورين مفتح عليها ستور مرخاة) الحديث(1), فهو يسير على الطريق ولا يلتفت إلى هذه الستور ولا يرفع شيئًا منه, فمآلهما وطريقهما واحد, وهكذا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما قال عليه الصلاة والسلام: (نحن معاشر الأنبياء علات ديننا واحد وشرائعنا شتى) (2) الأنبياء دينهم واحد عقيدتهم واحدة في الله عز وجل وفي أسماءه وصفاته وفي اليوم الآخر, دينٌ واحد, وشرائعهم؛ يعني الأعمال التي تكلفون بها مختلفة ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً﴾[المائدة:48], يعني ما يعمله من شريعة قد يختلف في أبواب الصلاة والصوم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة:183]
وهكذا الوضوء؛ يعني جاء في شرائع الأنبياء كثيرٌ من الأعمال التي جاءت في شريعتنا, قد يكون الجنس متفق لكن مختلف في تفصيله كالصوم وسائر الأعمال الأخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه الترمذي (2859) وهو في "مسند أحمد" (17634). والحاكم (245) هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " وقال الذهبي في التلخيص على شرط مسلم ولا علة له.
(2)أخرجه البخاري (3442) و مسلم (2365) (143) .