هل يقع الاحتلام من الأنبياء ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
هذا مبني على ما جاء في الصحيحين عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أنه حينما قالتا رضي الله عنهما : «إن كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليصبحُ جُنُباً من جِمَاع، غيرِ احتلام، في رمضان ثم يصومُ» . [1]، عند مسلم " في رمضان " ، من أهل العلم من قال إنه يقع الاحتلام؛ لأنها قالت من غير احتلام. وقالوا إن الاستثناء هنا لابد أن يكون له فائدة وإلا لم تستثنِ ، ومن أهل العلم من قال لا يقع؛ لأنه من تلاعب الشيطان لا يمكن أن يقع للأنبياء خاصة نبينا عليه الصلاة والسلام وهو معصوم. وكما في الحديث الصحيح من حديث في صحيح مسلم قال «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ» قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ؟ وإيايَ، إِلا أنَّ الله أعانني عليه فأَسْلَمَ " [2] ، وهو حديث ابن مسعود، وفي لفظ آخر : " فلا يأمرني إلا بخير " [3]. فقالوا إنه معصوم من هذا وأنه من الشيطان والله أعلم، ومن قال إنه جائز قالوا ما تقدم وقالوا لا يلزم أن يكون من الشيطان وعلى هذا يكون ما فاض به البدن [4].
وذكر ابن كثير - رحمه الله - في "الفصول في السيرة "كلاماً وتفصيلاً وسطاً مهماً - رحمه الله - قال ما معناه يمكن أن يقال إنه إذا كان من فيض البدن وفاض به البدن، فهذا لا يمتنع أن يقع من الأنبياء إذ الاحتلام هو الإنزال وقد يقع بغير رؤية شيء. وهذا لا يمتنع أن يقع من الأنبياء كما أنه يمتنع عليهم الجنون ويجوز عليهم الإغماء، بل ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أنه أغمي عليه - عليه الصلاة والسلام – عدة مرات واغتسل [5]، أما ما كان من تخبيط الشيطان فهذا معصوم منه ولا يقع بهم. وهذا التفصيل ذكره ابن كثير وهو تفصيل جيد في هذا الباب من جهة ذكر عائشة - رضي الله عنها. - ومن جهة أيضاً أنه قد يقع بغير رؤية شيء، وهو شيء يفيض من بدنه كما قال ابن كثير [6] - رحمه الله - نعم.