ما هي علامة العبد المخلص لله تعالى ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
الإخلاص مأخوذ من اسمه أن يُخلِّص الإنسان قلبه ، ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )[1]، ( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )[2] ، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[3] ، المعنى أنه يخلص قلبه لله - عز وجل -، والقلب المخلص وعلامات الإخلاص هو أن يقبل العبد على ربه - سبحانه وتعالى - متبعاً سُنَّة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فهو توحيد المعبود وتوحيد المتبوع - عليه الصلاة والسلام - ، لابد من التوحيدين أن يوحد المعبود - سبحانه وتعالى - فلا يشرك به شيئاً. وكذلك أن يوحد المتبوع وهو - عليه الصلاة والسلام - فيتبعه في قوله وفعله وأن يكون المخلص مراقبا قلبه وأن ينظر إلى عمله، أن يكون همته في النظر في نفسه، النظر في عمله، النظر في العمل الذي يوصله إلى الله - عز وجل -، العمل الذي يكون مقبولاً، يجتهد في أن يسلك أسباب القبول، والنبي - عليه الصلاة والسلام - قال: " إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأعمالِكُم " [4]، فالقلوب هي محط ومحل نظر الرحمن -سبحانه وتعالى - ، فهذا هو دليل الإخلاص، دليل الإخلاص هو أن يكون العبد همته أن يجتهد في تخليص عمله وتنقية عمله وأن تكون رؤيته لعمله يشملها القصور، أما ضده وهو الذي ينظر إلى الأغيار، ينظر إلى الناس، هل يُنظرون عمله؟ يسمعون قوله؟ فتكون همته في مراءاتهم قولاً وفعلاً هذا هو الذي على خطر، أما الإخلاص فهو الإقبال عليه - سبحانه وتعالى - وألا يتأثر بنظر الناس ولا ذمهم ولا مدحهم بل يرضي ربه - سبحانه وتعالى - وإن سخط الناس. هذا هو العبد المخلص لله - سبحانه وتعالى -، العبد المخلص هو الذي يقبل على الله - عز وجل - بأداء الواجبات وترك المحرمات وإن حصل منه تقصير، وإن حصل منه نقص، العبد المخلص هو الذي إذا وقع في معصية ندم وتاب إليه - سبحانه وتعالى -، وليس معنى ذلك أن العبد المخلص لا يقع في الذنب لا، كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، والنبي - عليه الصلاة والسلام - قال : " والذي نفسي بيدِه لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم ، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون اللهَ ، فيغفرُ لهم"[5] من حديث أبي هريرة عند مسلم وغيره، فهذا هو العبد المخلص الذي يرجع ويندم ويتوب إليه - سبحانه وتعالى -، أيضاً العبد المخلص يجتهد في أن يكثر من ذكر الله - سبحانه وتعالى - ومن قراءة القرآن ومن صحبة الأخيار والمحافظة على الصلوات وإجابة المؤذن والمحافظة على الخصال التي تدعوه إلى الخير من إفشاء السلام وإجابة السلام والحرص على الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - والصلة والبر إلى غير ذلك من أعمال البر والخير التي هي من أعظم أسباب الإخلاص والإقبال على الله - سبحانه وتعالى - نعم .