• تاريخ النشر : 24/05/2016
  • 238
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

إذا عمل الكافر أعمال بر ثم أسلم هل يجازى عليها ؟ وما معنى " من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; نعم ، إذا عمل الكافر أعمال بر في الجاهلية فإذا أسلم كما تقدم فإنه يكتب له ذلك، ولا يؤاخذ بما كان منه في الجاهلية، فالله - عز وجل - يكتب له حسناته ويمحو عنه السيئات، أما إذا مات على كفر وكان عنده أعمال من أعمال البر مثلاً من صلة من إكرام الضيف من صدقات فهذه لا تنفعه؛ ولهذا لما سألت عائشة - رضي الله عنها - النبي - عليه الصلاة والسلام - قالت : يا رسولَ اللهِ ! ابنُ جدعانِ . كان في الجاهليةِ يصلُ الرَّحِمَ . ويُطعِمُ المسكينَ . فهلْ ذاكَ نافعهُ ؟ قال : " لا ينفعهُ . إنهُ لم يقُلْ يومًا : ربِّ اغفرْ لي خَطيئتي يومَ الدِّينِ[1]  "، فهذا هو الشرط أن يكون أسلم فإذا أسلم فإنه ينفعه إسلامه، وإن إسلامه يكون سبباً في كتابة تلك الحسنات وتضاعف له، والحديث نص في أنه لا تنفعه ذلك، أما الإحسان هذا ظاهر، الإحسان له درجات أعلى الإحسان أن يدخل الإسلام دخولاً كلياً ويقلع عن الشرك والجاهلية وفروع الكفر كما تقدم، لم يؤاخذ عن الجاهلية وأيضاً : " الإسلام يجب ما قبله[2] " وكذلك التوبة تمحو ما كان قبلها ، أما إذا دخل في الإسلام وأحسن إحساناً مقيداً بمعنى تاب من الكفر كما تقدم، فإنه يمحى عنه الكفر، أما إذا أصر على بعض الذنوب فالأظهر كما تقدم، فيفسر الإحسان بحسب دخول الشخص وقوة دينه بعد إسلامه . نعم.




([1] ) مسلم (214). [2] - أخرجه مسلم  (121) من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه. بلفظ "الإسلام يهدم ما كان قبله". وهو جزء من الحديث الذي أوله "عن ابن شماسة المهري، قال: حضرنا عمرو بن العاص، وهو في سياقة الموت، يبكي طويلا . . . " الحديث. ورواه بهذا اللفظ أحمد في مسنده 29/312 (17777) وفي مواضع أخر.


التعليقات