إذا عمل الكافر أعمال بر ثم أسلم هل يجازى عليها ؟ وما معنى " من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
نعم ، إذا عمل الكافر أعمال بر في الجاهلية فإذا أسلم كما تقدم فإنه يكتب له ذلك، ولا يؤاخذ بما كان منه في الجاهلية، فالله - عز وجل - يكتب له حسناته ويمحو عنه السيئات، أما إذا مات على كفر وكان عنده أعمال من أعمال البر مثلاً من صلة من إكرام الضيف من صدقات فهذه لا تنفعه؛ ولهذا لما سألت عائشة - رضي الله عنها - النبي - عليه الصلاة والسلام - قالت : يا رسولَ اللهِ ! ابنُ جدعانِ . كان في الجاهليةِ يصلُ الرَّحِمَ . ويُطعِمُ المسكينَ . فهلْ ذاكَ نافعهُ ؟ قال : " لا ينفعهُ . إنهُ لم يقُلْ يومًا : ربِّ اغفرْ لي خَطيئتي يومَ الدِّينِ[1] "، فهذا هو الشرط أن يكون أسلم فإذا أسلم فإنه ينفعه إسلامه، وإن إسلامه يكون سبباً في كتابة تلك الحسنات وتضاعف له، والحديث نص في أنه لا تنفعه ذلك، أما الإحسان هذا ظاهر، الإحسان له درجات أعلى الإحسان أن يدخل الإسلام دخولاً كلياً ويقلع عن الشرك والجاهلية وفروع الكفر كما تقدم، لم يؤاخذ عن الجاهلية وأيضاً : " الإسلام يجب ما قبله[2] " وكذلك التوبة تمحو ما كان قبلها ، أما إذا دخل في الإسلام وأحسن إحساناً مقيداً بمعنى تاب من الكفر كما تقدم، فإنه يمحى عنه الكفر، أما إذا أصر على بعض الذنوب فالأظهر كما تقدم، فيفسر الإحسان بحسب دخول الشخص وقوة دينه بعد إسلامه . نعم.