• تاريخ النشر : 24/05/2016
  • 221
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

هل يوجد خلق قبل آدم عليه السلام ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; والله أعلم، مثل ذلك يقال: هي من الأمور التي ليس فيها فائدة، ولهذا لم يبسط أهل العلم الكلام فيها، فالله أعلم، وإن كان جاء في بعض الآثار فيها، وقالوا: إنه يوجد عالم قبل ذلك من الجن أو الحن والبن[1] ونحو ذلك، والله أعلم ليس هناك دليل يدل على مثل هذا.  وذهب كثير من أهل العلم على أن أول الخلق هو آدم عليه الصلاة والسلام ، ومنهم من قال: هنالك خلق قبل ذلك؛ لأن الملائكة قالوا: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)[2]، فقالوا: إنهم علموا من خلق قبلهم وكانوا الجن وقيل الحن قبل الجن، ثم بعد ذلك عصوا فجاء الجن بعد ذلك ثم عصوا فأرسل الله إليهم ملائكة فعذبوهم وأهلكوهم، وفي أخبار وآثار لا تصح عن المعصوم - عليه الصلاة والسلام -، وقوله - سبحانه وتعالى - استدلوا به (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) فقالوا: إنهم قد علموا ذلك من خلق قبل آدم[3] ولذلك قالوا: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا) وهذا في الحقيقة لا دليل فيه إما إن الله أعلمهم - سبحانه وتعالى - عن هذا الخلق وأنه خلق لا يتمالك، أو أنهم أيضاً علموا ذلك؛ لأن أدم - عليه الصلاة والسلام - كما جاء في الحديث في صحيح مسلم (فَجَعَلَ إِبليسُ يُطيفُ به، ويَنظُرُ إليه، فلما رآه أجوَف عَرَف أنَّهُ خَلْقٌ لا يتمالك)[4] فإذا كان إبليس علم هذا الشيء، وإنه خلق لا يتمالك. ولهذا وسوس له ووقع منه ما وقع من أكل الشجرة، فعلم الملائكة بذلك لعله يكون أولى فعلموا إذا كان لا يتمالك، المعنى أنه لم يكن كالملائكة معصوماً من الذنوب والخطايا، فعلموا منه أنه وذريته أن يقع منهم هذا الشيء فقالوا بمقتضى هذا وفهموا منه، ويمكن والله أعلم وهذا الوجه مما ظهر في الحديث المتقدم لكن هناك وجه آخر ذكره بعض أهل العلم أنهم قالوا في قوله - سبحانه - : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )[5]، لأن "الخليفة" معناه: هو الذي ينزل في الأرض لأجل الإصلاح ودفع الفساد، الخليفة ويخلف بعضهم بعضاً لأجل أن يحصل الصلاح بصلاح من يكون خليفة ودفع من يريد الفساد.  ففهموا من قول خليفة أنه يكون من قوم فساد يدفع بإصلاح من يتولى الأمر فكأنهم فهموا هذا، والله أعلم ليس عندنا نقل عن معصوم فنقول في مثل هذا: العلم لله - سبحانه وتعالى -.




([1] ) انظر البداية والنهاية (1/ 59). [2]  -[البقرة/30] ([3] ) ينظر جامع البيان في تأويل القرآن- للطبري- طبعة مؤسسة الرسالة (1/ 455) و التحرير والتنوير ـ الطبعة التونسية (1/ 399). [4] - أخرجه مسلم رقم (2611). [5]  -[البقرة/30]


التعليقات