• تاريخ النشر : 10/01/2017
  • 353
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1436
السؤال :

يقول السائل : ما حكم الشرع في من أنكر عذاب القبر؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; إنكار عذاب القبر منكر يجب إنكاره، وذهب جمع من أهل العلم إلى أن إنكاره كفر، جزموا بكفره، من ينكر عذاب القبر، وعامة أهل العلم أجمعوا أن عذاب القبر حق، وجاءت أدلة في الحديث والسنة، قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ويوم تقوم الساعة، النار يعرضون عليها، هذا يبين أنه في الدنيا، ولهذا قال {ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}، يقاس بقول أغلقوا فادخلوا نارا، يعني بعد الغلق النار، ولاشك أن قبل يوم القيامة القبر، أغلقوا فادخلوا، مباشرة للتعقيب دل على أنه بعد الغرض كان الدخول، كان العذاب، وهذا فيه عذاب القبر، آيات دلالتها وإن لم تكن مقطوعا بها، لكنها ظاهرة، وإن لم تكن نصا في ذلك، وجاءت أدلة صريحة في هذا في الصحيحين عن النبي عليه  الصلاة والسلام في عذاب القبر، والتعوذ من عذاب القبر في الصلاة، حديث عائشة،(1) وأحاديث كثيرة هي متواترة عند أهل العلم، ومن بلغتها من أخبار، فقد قامت عليه الحجة، والمسلم من أهل الإسلام، يعلم ذلك، ولا تخفى عليه، بل لأنه في صلاته يتعوذ من عذاب القبر، ومن السنن المشروعة، أنه الواجب، فهي لا تخفى، وهي أحاديث صحيحة، ومن بلغته وأنكرها بعد العلم، ففي هذه الحالة فانه يكون أنكر أمرا واجبا، أنكر أمرا صح عن النبي عليه الصلاة والسلام، فكأنه رد على النبي قوله يكون كفرا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية جاءت تسألها ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيعذب الناس في قبورهم ؟ فقال : رسول الله عائذا بالله من ذلك ، ثم ركب رسول الله ذات غداة مركبا ، فخسفت الشمس ، فرجع ضحى ، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني الحجر ، ثم قام يصلي وقام الناس وراءه ، فقام قياما طويلا ، ثم ركع ركوعا طويلا ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع فسجد ، ثم قام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوع طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم قام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع ، فسجد وانصرف ، فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر .  "أخرجه البخاري ( 1049) ومسلم( 903). (2) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، ومن عذاب النار ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال".  أخرجه البخاري ( 1377)  .


التعليقات