• تاريخ النشر : 14/08/2016
  • 273
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل : أريد أن أعرف موقفكم من حديث الجساسة؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; حديث الجساسة حديث صحيح رواه مسلم,(1) وقد وقع في هذا الوقت من تكلم في هذا الحديث وتجرأ على هذا الصحيح صحيح مسلم, ولم يثبته أو شكك في ثبوته, ولا يعلم والله أعلم أن أحدًا من أهل العلم تكلم في هذا الخبر بل يكاد يتفق أهل العلم على قبول الخبر ولم يتكلموا فيه ولم يعلوه والحمد لله لا نكارة في معناه ولا غرابة فيه فهو حديثٌ واضحٌ بين وهو حديثٌ طويل ذكرته فاطمة ثم هذا الحديث وهذا الطول وما فيه أيضًا من الغرائب والعجائب كله دليلٌ على ضبط فاطمة بنت قيس رضي الله عنها وكذلك الرواة الذين رووا الحديث عنها وأنه حديثٌ عظيم, وكونه من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام وأهل العلم لا زالوا يستدلون بهذا الحديث وخاصة المصطلح برواية الأكابر عن الأصاغر؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام روى هذا الحديث عن تميم الداري, والحديث رواه مسلم من رواية عامر بن شرحيل الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ورواه مسلم من طرق عن عامر فهو محفوظٌ عن عامر الشعبي, وكذلك رواه عن رواية أخرى رواية عبد الله بن بريدة بن حصيب عن عامر الشعبي, وكذلك أيضًا رواه من رواية غيلان بن جرير عن عامر الشعبي وكلهم ثقات أئمة رحمة الله عليهم إما تابعي أو تابع تابعي كبير .  كذلك رواه رجلٌ آخر أيضًا من رجال الصحيح رواه عن عامر الشعبي, جاء أيضًا من رواية جماعة آخرين عن عامر الشعبي خارج صحيح مسلم, فالحديث محفوظ وله طرق, وجاء أيضًا من طريق عائشة رضي الله عنها لما حدث عامر الشعبي هذا الحديث وكان القاسم محمد يسمع منه ذكر الحديث بطوله من روايته عن فاطمة رضي الله عنها فقال القاسم أشهد أن حدثت عائشة رضي الله عنها بمثل ما حدثتك فاطمة أو نحو مما قال, وإن كان من رواية مجالد عن عامر الشعبي عن القاسم عن عائشة فمجالد وإن كان تغير لكن ما روى إذا كان معروفًا محفوظًا فإنه يكون من باب الحسن لغيره؛ لأنه لم ينفرد به, وكذلك رواه جابر بن عبدالله مختصرًا عند أبي داود(2) من رواية أبي سلمة بن عبدالرحمن عن جابر بن عبدالله, كذلك عن صحابة آخرين لعله أبي هريرة أو غيره, فالحديث حديثٌ عظيم وحديثٌ صحيح اعتمده مسلم رحمه الله ورواه من طرق مطولًا ومن طرقٌ أخرى وأحال باللفظ الطويل المتقدم, وبعضه فيه رواه مختصر, فلا يطعن في الحديث ولا يجوز الطعن في هذا الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله, ولم يعلم  أن أحدًا من أهل العلم المتقدمين يتكلمون في هذا الخبر بل يستدلون به لما فيه من المعاني ومن أمور الغيب التي جاءت وذكرها النبي عليه الصلاة والسلام عن تميم رضي الله عنه يعني وقال: حدثني حدثه يعني وجاء في الرواية بنحو مما كان عنده عليه الصلاة والسلام, وأهل العلم مجمعون على أن ما في الصحيح الأصل فيه الثبوت إلا من حروف انتُقِلَت أو أحاديث جاءت تعليم بين فيها, ثم هذا الخبر الذي عُلِم فإنه يكون محفوظ معناه من طرقٍ أخرى في صحيح مسلم أو في غيره.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه مسلم (2942).
(2)أخرجه أبو داود (2942).


التعليقات