• تاريخ النشر : 23/05/2016
  • 259
مصدر الفتوى :
اللقاء (02)
السؤال :

تقول السائلة: عندي ثلاثة أولاد بنين وأقوم بتطويل شعورهم فهل هذا يجوز ؟

الإجابة

الحمدلله ... والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد إطالة الشعر الأصل لا بأس به، لكن ينبغي أن يعلم أن الأطفال يحتاجون لتربية، وفي مثل هذه الأوقات صارت تربية الشعر وتطويله سمة لكثير من الأمور السيئة. وتتخلق الفتيان ممن يقلدون أناساً لا خير فيهم وتكون المقاصد ربما سيئة. ثم يكون التطويل على هيئة فيه تشبه بالنساء، وفيه نوع من الميوعة وذهاب الرجولة. إنما كان هذا عند العرب مثل للرجولة، ومثل للفحولية والرجولة ،فكانوا رجالاً وفحولاً رضي الله عنهم  وعكست الآية فجعلت بمثل ذلك ويدعو للتأنث من الفتيان والتكسب مما ينافي معاني الرجولة التي جاءت بها الشَّريعة. والنَّبي هو الأسوة والقدوة في مثل هذا الأمر. فلهذا ينبغي ملاحظة هذا الشيء. فقد يكون سُنَّة أو يكون أمراً مشروعاً في أمور عامة، أما مسألة ما يتعلق بالشعر وترجيله واللباس فقد يتركه عليه الصلاة والسلام خشية أن يترتب عليه أمر من الأمور يتركه، فإذا كان هذا في الأمور التي تقررت مشروعيتها وأنها من هدي النَّبي صلى الله عليه وسلم، فإن خشي أن يترتب عليها مفسدة كما هو واقع في أدلة فمعلوم أن النَّبي ترك قيام رمضان خشية أن يفرض قيام رمضان أو أن تكون الجماعة واجبة في المساجد على الخلاف في سبب ذلك، وفي مسائل أخرى عنه- عليه الصلاة والسلام- ترك هدم الكعبة وجعلها على قواعد إبراهيم ، إلى غير ذلك. فكيف هذا إذا كان في أمر من الأمور التي وقع عليها الخلاف وهي تربية الشعر ونحو ذلك، ويخشى أن يترتب عليه شيء من المفاسد فمن باب أولى أن يراعى ذلك. أما إذا كان التطويل خفيفا وحصلت تربية للشعر خاصة للصغار بحيث لا يحصل فيه محرمٌ هذا لا بأس به.


التعليقات