السؤال: إذا عملت عمل خير مثل الدعوة إلى الله أو بناء وقف أو لو قلت اللهم اجعل ثواب هذا العمل لي ولوالدي هل هذا القول مشروع؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذا تقدم وهو أنه داخل في تثويب العمل ومن أهل العلم من فرق بين تثويب العمل ابتداءً قبل العمل، وبين تثويبه بعد الفراغ فقالوا إنه قبل العمل فله ذلك وبعده ليس له ذلك ومنهم من جوز الجميع وهذه المسألة فيها خلاف كثير وتقدم الإشارة إلى شيء من ذلك والأظهر والله أعلم على التحقيق أنه لا فرق بين أن يثوب العمل ابتداءً وأن يقول اللهم اجعل ثواب هذه الصدقة التي تصدق بها أو ثواب هذه القراءة قبل أن يقرأها أو ثواب هذه الصلاة قبل أن يصليها لفلان الحي أو الميت أو أن يجعل يقول اللهم اجعل ثوابها لفلان أو لفلانة من الأحياء والأموات بعد الفراغ منها لا فرق لأنه في الحقيقة تثويبٌ للعمل وغاية الأمر أنه في إحدى الصورتين جعل التثويب بعد الفراغ من العبادة وفي الصورة الأولى جعله قبل ذلك وليس هناك ما يدل على هذا، وطرق الخير والأعمال كثيرة ولا تحصى مما أجمع عليه العلماء فكيف يسلك الإنسان طريقًا هو موضع خلاف وفي وسعه أن يعمل من الأعمال التي أجمع عليها العلماء من الدعاة وما أشبه ذلك من الأعمال هذا هو المشروع أما على هذا الوصف فكثير من أهل العلم لا يرون مشروعية مثل هذا العمل وهو في الحقيقة نوع من تثويب العمل.