هل هناك دعاء بعد التكبيرة الرابعة من الجنازة ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
قال بعض أهل العلم كالمالكية والشافعية إنه يدعو واستدلوا بما روى الحاكم وابن ماجه من حديث ابن أبي أوفى أنه - رضي الله عنه - أَنه كبر عَلَى جَنَازَة ابْنة لَهُ أَربع تَكْبِيرَات، فَقَامَ بعد الرَّابِعَة كَقدْر مَا بَين التكبيرتين، يسْتَغْفر لَهَا وَيَدْعُو. ثمَّ قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصنع هَكَذَا " [1]. وهذا الحديث لو ثبت لكان دليلاً جيداً لكنه من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف، وروى ابن ماجه أنه - عليه الصلاة والسلام - مكث قليلاً [2]والحديث في ثبوته نظر أيضاً.
وقد روى الجوزجاني عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر أربعا ثم يقف ما شاء الله فكنت أحسب هذه الوقفة لتكبير آخر الصفوف. ولكنه فيما أظن ويظهر ولا أقطع بشيء على مراد النبي صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام كان ينتظر قليلاً حتى لا يسلم قبل تكبير آخر الصفوف لأنه ربما يكون آخر الصفوف يتأخر التكبير وبعضهم لا يسمع تكبير الإمام فيسمع تكبير من بجواره، فربما سلم عليه الصلاة والسلام قبل تكبيرهم فيكون تكبيرهم بعض تسليمه، هذا هو الذي يظهر وإن كنت لا أقطع بما يقول واستغفر الله من الجزم بشيء لم يرده النبي عليه الصلاة والسلام لكن هذا وجه.
وما أشار إليه - رحمه الله - وجه استنباط عظيم خاصة أن تكبير الجنازة كما تقدم تكبير خفيف ويسير، والناس يصفون ربما يكونون كثيرين، وقد يتأخر بعضهم، وأيضاً افتراض للنفس والحديث لا يثبت ومذهب أحمد وأبي حنيفة كما تقدم أنه ليس فيه دعاء، وهذا لعله هو الأقرب من جهة أن هذا الباب مبني على التوقيف، وإن دعا كما قال بعض أهل العلم إن دعا بهذا الدعاء "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار" ونحو ذلك من أدعية للميت فلا بأس ، فالمسألة اجتهادية لكن الأظهر هو ما تقدم ، نعم.