يقول السائل : هل الصحابة اقتتلوا في السلطة والحكم وهل كان لبعضهم حظ من الدنيا مفتون؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الصحابة رضي الله عنهم وقع القتال بينهم تأويل، تأولوا، وكل منهم يريد الحق وهم كغيرهم ممن يحصل بينهم القتال هم بشر ليسوا معصومين، والعلماء تكلموا وبسطوا الكلام في هذه المسألة وكثير من أهل العلم يقول هذه داء كما يقول عمر بن عبد العزيز: سلمنا الله منها فلنسلم منها ألسنتنا وكلهم على خير ولله الحمد وإن كانت فئة يعني قيل هذه فئة باغية ولا خلاف أن يسمون باغية من جهة البغي أن يكون مآلهم إلى الخير وإلى الجنة، ولهذا قد يقاتل الإنسان باغي ليدفعه وقد يكون هو مجتهد ومأجور على اجتهاده ولا يمنع أن يسمى باغي مع اجتهاده الذي لم يظهر له خلافه فإذا كان في خير الناس والصحابة فمن باب أولى، والمقصود أنه ربما بعضهم قاتل للسلطة لأجل نشر الخير والدين مثل ما قاتل عبد الله بن الزبير ولم يبايع يزيد بن معاوية كما هو معروف وكان عمرو بن سعيد ابن العاص يبعث البعوث إليه من المدينة إلى مكة فذكره الصحابة رضي الله عنهم وقال: إذن لي أيها الأمير أن أحدثك حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي أو وقدمي من يوم الفتح فقال كلاماً سيئاً عمرو بن سعيد لا يليق بهذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وبين له أن مكة حرام وأن الله حرمها وأنه لا يحل لك قتال ابن الزبير، لكن عبد الله بن الزبير قاتل وحصل ما حصل وكان أراد بذلك إقامة العدل وخالف في تولية يزيد ولم يرى الوصاية له به والصحابة في هذا منهم من وافق ومنهم من خالف كابن عمر رضي الله عنه.