يقول السائل : ما معنى أثر عمر رضي الله عنه أنه كان يفتل شاربه عندما يحزنه أمر ما؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا عن عمر رضي الله عنه، هذا الحديث مشهور عن عمر رضي الله عنه، وجاء عنه من طرق زيد بن أسلم عن عمر، وجاء عند الطبراني عن يزيد بن اسلم عن معمر بن أبي الزبير عن عمر، وجاء أيضا موصول عن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أبي الزبير عن عمر، والظاهر أن الثابت عن عمر، جاء بأسانيد فيها انقطاع، وجاء في أسانيد متصلة، وأنه رضي الله عنه كان إذا حذره أمرا فتل شاربه، ونفخ، (1) هذا ليس بالدلالة على أن عمر كان شاربه طويلا، إما أنه كان يطول شاربه في مدة أربعين، لأن مدة الأربعين هذه رخصة، والشارب قد يطول في هذه المدة، فيكون له طرف، فيمسك طرفه يفتله، ويمكن أن يراد بفتل الشارب السبالان، وهما طرفا الشارب من هنا، الذي يسقط على اللحية، وهذا لا ينزل على الفم، وهذا قاله بعض أهل العلم، أنه يحلق الوسط، ويترك السبيلين، هذا ممكن، وهو الذي يفتل، ويمكن أن يكون المراد بالفتل هو إمساك بالشعر، وليس فيه أن شعره طويل، لأن من أمسك بشيء فتله، إنما فتل الشارب بإمساك الشعرات، أو نحو ذلك، فهذا معتاد من بعض للناس، ربما أيضا يكون يمسك طرف اللحية التي هي جهة الشارب، اعتاد على إمساك الشعر من هنا، إذا أهمه شيء، بعض الناس يمسك لحيته، حركات الناس في مثل هذا مختلفة، ولا دلالة في هذا، والأدلة في السنة واضحة في قص الشوارب، وواضحة في جز الشوارب، فلا يفترض أن عمر رضي الله عنه جاء عنه شيئا من هذا، فالجواب عنه مثل الجواب عن فعل ابن عمر في الأخذ من اللحية، والقص منها، وما زاد عن القبضة، هذا هو الجواب، مع إن ما جاء عن عمر محتمل وليس صريحات في إعفاء الشارب في مدة تتجاوز المدة المشروعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وَعَنْ إِسْحَاقَ بنِ عِيسَى الطَّبَّاعِ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بن أَنَسٍ وَافِرَ الشَّارِبِ , فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟، فَقَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بن أَسْلَمَ عَنْ عَامِرِ بن عَبْدِ اللهِ بن الزُّبَيْرِ , أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ إِذَا غَضِبَ فَتَلَ شَارِبَهُ وَنَفَخَ. أخرجه الطبراني في الكبير(54) ج1/ص66,
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/299): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وهو ثقة مأمون إلا أن عامر بن عبد الله بن الزبير لم يدرك عمر،
وصححه الألباني في آداب الزفاف ص137 .