يقول السائل : عندنا في مصر يجب توصيل الانترنت عبر خط التليفون الأرضي ، وشركة واحدة فقط في مصر تحتكر الاتصالات الأرضية وهي الشركة المصرية للاتصالات ، وفوجئت أنهم يشترطون شرط ربوي يسمونه غرامة التأخير إلى آخر ما ذكر قال : إنه يقول فما الحل علماً بأنه هناك ن
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; نقول هما مسألتان: المسألة الأولى: إدخال الانترنت إلى البيوت . المسألة الثانية: التعاون مع الشركات بالربا . أولا: الإنسان يحتاط من إدخال الانترنت إلى بيته وخاصة إذا كان البيت فيه صغار وأطفال ، وربما يحصل تجاوز من الصغار في استعمال الانترنت ، والانترنت له خطورة ولا يمكن السيطرة عليه حينما يدخل البيت . يصعب السيطرة عليه في الحقيقة، لأنه حينما يدخل البيت عن طريق جهازه يدخل على الموقع ، ويفتح أي موقع ولهذا ليس هو كالقنوات الفضائية المحكومة من جهة القنوات ، وإن كان الشر كثير خاصة إذا كانت قنوات ليست محافظة ، لكن تلك القنوات هو يعرف ما فيها ، ولا يتحكم فيها ، أما هذا الانترنت فالذي يتحكم فيه هو الشخص الداخل فيه يدخل على ما شاء ، وينظر ما شاء . ويفتح من الروابط ما شاء إلى غير ذلك. فالأمر راجع إليه في الشيء الذي يريده في دخول المواقع وغيرها مما يرى ويشاهد ويسمع الأمر أخطر . فهو الذي يدير هذه الصفحات ، وهذه الروابط . فهذه الخطورة من هذه الجهة . هذا أمر. فإذا احتاج الإنسان إليه ، وأحكم الأمر وضبطه وأدخله لحاجته لا بأس بذلك ما دام أن إدخاله على وجه المباح ، أما إذا كان على وجه المحرم فيه شروط ربوية ، فلا يجوز الدخول في العقود الربوية ، حتى لو كان هذا الشرط مشروط على التأخير ، يعني ليس ربوياً مقطوعا . مدفوع مطلق بل هو ربا عند التأخر ما دام أنه مشروط ، وأنه إذا تأخر فإنه يزاد في المال ، ويتضاعف ويؤخذ من الربا هذا لا يجوز . حتى لو أنه التزم بمواعيد والحد الأقصى حتى لا يزاد عليه فيكون في الربا الدين . هذا لا يجوز ولهذا ما ضاق الأمر خاصة في باب الانترنت ما ضاق الأمر ، ولا أظن أن يلجأ الأمر إلى مثل هذه الحالة ، وذكر أخونا أن هناك شركة أخرى يمكن الحصول على الانترنت ، وإن كان فيها بعض الضعف وبعض القصور فأنت تترك شيئاً لله عز وجل فالله يعوضك خيرا ويبارك لك ، ولا تدري أيضا قد يحصل من الشر ومحق البركة لا في دراستك ولا في بحوثك مادام مبني على هذا الوجه ، أما حينما تقتصر على المباح وتريد بذلك وجه الله عز وجل والله عز وجل يعوضك خيراً فما وافقتكم بشي فهو يخلفه وهو خير الرازقين . فهذا الذي أوصيك به والحمد لله . ليس هناك ضرورة ملجئة حتى ولو كان ضرورة ملجئة مثل الضرورة تعرض الإنسان فيحل له الحرام يحل الميتة ونحو ذلك هذا له حكم ، أما إذا كان أمر يتعلق البحث والدراسة فمن الممكن الاستغناء عن الانترنت أو من طريق جهات أخرى يمكن أن تتوصل إلى ما تريد بلا وقوع في محرم .