• تاريخ النشر : 03/01/2017
  • 3191
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل: هل يجوز قضاء الدين في المسجد وكذلك تصديق الشيكات، أو دفع ثمن سلعة كان قد كمل بيعه خارج المسجد؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;  لا يجوز البيع والابتياع في المسجد، أما إن كان وفى وقضى فلا بأس في ذلك لأنه ليس بيعاً ولا ابتياعاً، وثبت في حديث بن أبي حدرد وأبيّ بن أبي كعب أنه عليه الصلاة والسلام لما سمع أصواتهم ارتفعت خرج، وكانوا قد تنازعا في دين كل يقول هذا عليك كذا وهذا يقول عليك كذا، فأشار النبي عليه الصلاة والسلام لأبي" أن ضع الشطر" أي خذ ما بقي(1)، وهذا يدل على جواز قضاء الوفي والدين في المسجد، فالوفاء ليس كعقد البيع، ومن ذلك أيضاً كتابة شيء قد تم عقده خارج المسجد، مثل إنسان يقضي الدين سواء بالمال أو تصديق شيء ونحو ذلك، بل هذا أيسر في الحقيقة من دفع المال، دفع المال له صورة في أمر الدنيا والمال أظهر من كونه يكتب الشيك والورقة، أو تثبيت بعض الأمور أو بعض الشروط التي قد اتفق عليها، وجرى العقد بينهم قبل ذلك، وتم الإيجاب والقبول. وعقد البيع إنما من باب التوثيق فهذا ليس بيعاً، إنما هو توثيق له وتثبيت له فلا يظهر أن فيه شيئاً، نعم. وذلك كما تقدم أن الأصل في مثل هذا لما ورد النهي عن البيع والابتياع(2) يكون خاصاً بالبيع والابتياع، أما ما سواء ذلك فغير داخل فلا يحرم، نعم.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، وَنَادَى كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، فَقَالَ: «يَا كَعْبُ»، فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، «فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ»، قَالَ كَعْبٌ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُمْ فَاقْضِهِ»، أخرجه البخاري (471)، ومسلم (1558)، (2) أخرج الإمام أحمد (11/257) ، وأبو داود (1079) من طريق عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : ( نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسْجِدِ ) ، والحديث حسنه الترمذي في جامعه ، والنووي في " رياض الصالحين " ، وابن حجر في " نتائج الأفكار " (1/ 297( ،  وأخرج الترمذي (1321) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا : لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء " ( 1295. (


التعليقات