هل يجوز لإمام أخذ أجرة على صلاة التراويح في رمضان؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
هذا مما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم، والأظهر والله أعلم أنه لا بأس من أخذ الأجرة عند الحاجة، فلو احتاج جماعة المسجد إلى من يأمهم فيسمعون كلام الله عز وجل فيحصل به نفع، وهو محتاج إلى ذلك ليس القصد بذلك بأن يتاجر بالقرآن، فهذا لا بأس به، كما قال عمر رضي الله عنه: نزلت نفسي من مال الله منزلة الوصي من مال اليتيم، إن استغنيت استعففت وإن احتجت أكلت بالمعروف(1)، لقوله سبحانه (ومَن كَانَ غَنِيًا فَلْيَسْتَعْفِفْ ومَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) (2)، فهو عند الحاجة وهذا اختيار تقي الدين رحمه الله، والأحسن في مثل هذا أنه لا يؤاجر، بل إذا أراد أن يصلي بقوم فإنهم يتفقون على أجرة أو يقولون له نعطيك كذا وكذا من الشيء المعتاد بلا شرط هذا لا بأس ، وكذلك أيضًا ما يؤخذ من بيت مال المسلمين هذا لا بأس به بالإتفاق، إنما الذي جاء فيه الخلاف هو أن يقول أصلي لكم بكذا وكذا، شهرًا أو أصلي لكم سنة ونحو ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/276)، وابن سعد في الطبقات (7/624).وانظر تخريج أحاديث الكشاف (1/288).
(2) سورة النساء، الاية 6.