مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ماهي مشروعية ادخار شركة أرامكو, وأن لها نظامين الأول: يسمى نظام ادخار المستثمر, والثاني: نظام ادخار لغير المستثمر.

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; حاصل سؤاله أنه يؤخذ من راتبه مالًا مخصوصًا ثم بعد سنوات يُعاد له المبلغ مع نسبة, وبصرف النظر عن الطريقة في أخذ هذا المال والعبرة بالمآل, وهذه الصورة وهي اقتطاع جزء من المال، إن كان هذا الاقتطاع اقتطاع بغير اختياره مثل ما يؤخذ من راتب موظف نسبة 9%, ويكون راتبًا تقاعديًا له هذه مسألة, وإن كان يجري عقد بين الموظف وبين الشركة بأن يُخصم من راتبه مال معين كل شهر على مدة عشر سنوات, وإذا كان المخصوم بقدر 100 ألف فإنه تُرد له 100 ألف ويُعطى أيضًا مثلها تمامًا يعني يعطي 200 ألف, مائة ألف التي أقرضهم والمائة الثانية زيادة, هذا ربا صحيح, وهو ربا الفضل والنسيئة، وإن كان هذا المال الذي يُؤخذ يُخصم بغير اختياره مثل: ما يبقى له راتب تقاعدي فهذا حقه, وهو داخل في العمل بناء على هذا الاتفاق, وهو بعد ذلك يثبت له حقه من هذا التقاعد, فإذا أعطوه زيادة على ذلك هذا مكافأة، أما القول بأن هذا مكافأة كذلك في الصورة الأولى فليس بمكافأة؛ لأن هذا مشروط بأن يقتطع شيئًا من راتبه بعقد يتفق مع الشركة بحسب مدة عمله عندهم، ثم يزيد نسبة الزيادة بحسب مدة العمل, وكل هذا في الحقيقة ربا, ولو أنهم أجروا عقد الربا صريحًا لكان أيسر وأسهل وأخف من جهة أن هذا التفافٌ على الربا. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاوى في كتاب الفقه في البيع باب الشروط في البيع: قال أيوب ابن أبي تميمة السختياني رحمه الله قال: "يخادعون الله كما يخادعون الصبيان لو أتوا الأمر على وجهه كان أهون علي". أما الصورة الثانية: حينما يُعطى بعد ذلك فهذه هي المكافأة وهي الهدية التي لا تكون مشروطةً والتي لا تلزم المكافئ, ولا يكون مقابل قرض, ولا يكون مقابل فائدة أبدًا, فإنها لا تلزم وإنها يعطها لمن شاء، فلو كان هنا مثلًا إنسان موظف في شركة قطاع خاص ثم بعد ذلك له حقوق لما ترك هذا العمل, فأُعطي الحقوق التي يستحقها, ثم زِيد زيادة على ذلك من صاحب الشركة, هذا لا بأس, هذا في الحقيقة هو المكافأة أو الهدية المعنى واحد, أما على هذه الصورة الأولى فهذا ربا صريح .


التعليقات