تقول : ما حكم العمل مندوبة مبيعات في شركة منتجات تجميل وهي تتعامل بالتسويق الشبكي إذا كان قصدي البيع والشراء مع وجود بضاعة وليس جمع العملاء المسوقين وبعملي هذا يستفيد مني المسوق الذي أتبع له؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
منتجات التجميل لا تخلو من أمورٍ محذوره ونعلم أن الذين يعملون في منتجات التجميل ويكون زبائنهم من النساء، ومعلوم التوسع في هذا ومعلوم حصول كثير من المفاسد والمفاتن من تجمل النساء وتبرج النساء، وهذا يختلف من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان، وإن كانت أصل أدوات التجميل هذه لا بأس بها، لكن الشأن في استعماله وهذا يجري في الحقيقة في كثيرٍ من المبيعات، مثل أجهزة الهواتف النقالة ونحو ذلك والجوالات والحاسوبات هي أجهزة لكن ربما تستعمل في أمور محرمة وربما تستعمل في أمورٍ مستحبة مشروعة فيكون بيعها من الأمر الذي يعين على الطاعة وقد يكون من الأمر الذي يعين على أمرٍ محرم، فهي تجري على هذه القاعدة فإذا كانت هذه المحلات التي تنتج أدوات التجميل ممن التزم أصحابها ببيعها على وجهٍ لا محذور فيه والاجتهاد بذلك فهذا لا بأس به، وإن غلب على الظن استعماله في أمور محرمة فإنه لا يجوز والأدلة في هذا معلومة، نعلم أن كثيرًا من منتجات التجميل مشتملة على أشياء ضارة ومفسدة للبدن وهذا واقع في الغرر والخداع والتسويق المضلل لكثيرٍ من الأصباغ التي يستعملها النساء ويترتب عليها أضرار على البدن والجلد، وكثيرٌ من أهل الاختصاص يحذرون منها وهذا وجهٌ آخر من الضرر، أيضًا في الغالب أن منتجات التجميل كثيرًا ما تشتمل على صور محرمة وفاتنة وربما عارية وهذا وجهٌ آخر من وجوه التحريم، وربما يكون المنتجون لها قومٌ يستعينون بها على حرب المسلمين فيقوون بهذه الأشياء على محاربة المسلمين وتدعم اقتصاد البلاد لتسعى لحرب أهل الإسلام ونحو ذلك، وهذه وجوه بعضها بمفردها وبعضها بإضافتها إلى غيرها، وإن كنا نقول التعامل مع أهل الحرب هذا لا بأس به لكن بشروطٍ معروفة عند أهل العلم، وإذا كانت هذه المنتوجات على هذا الوجه من المحاذير كان كافيًا في المنع منها، ثم وجوه البيع والتجارة وطرق الكسب كثيرة ولله الحمد مَن طلبها تيسرت له وتيسر له الربح وبارك الله له في رزقه وماله وأهله وولده.