هل يجوز للمسلم أن يعمل في بلاد فيها كفار؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; الواجب على المسلم أن يبتعد عن بلاد الكفار ومخالطة الكفار مهما أمكن وهذا هو الواجب، وأن يكون بين المسلمين يشهد جماعاتهم وجنائزهم وكذلك يشهد أعيادهم يشاركهم في أفراحهم وأطراحهم يشاركهم في مجالسهم في لقاءاتهم بين أهل الإسلام في الجمع والجماعات والأعياد هذا هو الأصل, لكن حينما يحتاج المسلم إلى السفر فهذا له أحوال كثيرة وله صور وتارة يتعين بقاء المسلم في بلاد الكفار إنما إذا كان عملك متصف بالقيود الشرعية، مثل إنسان سافر لبلاد الكفار لحاجة من الحاجات التي لا تتيسر في بلاد المسلمين وهو عنده علمٌ يقيه من الشبهات وعنده دينٌ يحترز به من الشهوات هنالك حاجة للسفر مثل العلاج فإذا انتهى فيرجع كذلك عنده سفر لتجارة مع توفر الشروط المتقدمة فإذا انتهت تجارته رجع هذا لا بأس به, أما أن يعمل في بلاد الكفار عملًا مستقرًا دائمًا فهذا فيه ضرر عظيم, إلا إذا كان هو يعمل في بلاد الكفار ونفع الله به في نشر الإسلام والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وبقاءه يعين على ذلك وليس في عمله أمرٌ محرم ففي هذا قد يتعين بقاءه، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في بعض كلامه ما معناه أنه قد يتعين بقاء المسلمين وانه يتعين بقاء المسلم إذا كان على صغره ولو تركها لحصل فساد يعني لمن يعلمهم، لأنه ممن أسلم فيكون معلمًا لهم مثبتًا لهم مرشدًا لهم ولا يقوم أحدٌ مقامه فقد يتعين عليه البقاء لأن وسيلة الواجب واجب, فهذه أمور يختلف فيها الحكم بحسب حال الشخص الذي يعمل.