هل للخائن والقاتل توبة؛لأنه يقول قتلت أكثر من مائتي مسلم هل لي من توبة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
من يمنعك من التوبة قال الله عزوجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(36). فلو وقع العبد في أعظم الذنوب وتاب تاب الله عليه، يغفر الله سبحانه وتعالى جميع الذنوب بالتوبة ولو من أعظمها من الشرك، ثبت في الصحيحين(37) حديث أبي هريرة رضي الله عنه" في ذلك الرجل فيمن كان قبلنا الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا ثم جاء إلى عابد جاهل فسأله فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا هل له توبة؟، قال لا توبة لك، فقتله وكمل به المائة، ثم ذهب إلى رجل عالم، فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ قال ومن يمنعك من التوبة، قال فتاب وصدق التوبة ثم مشى ولما كان بين قريتين قبضت روحه، ثم حضرته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، قالت ملائكة العذاب إنه قتل مائة نفس، وقالت ملائكة الرحمة إنه تاب إلى الله عز وجل، قال الله عز وجل قيسوا ما بينهما، فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وهذه أن تقاربي، فقاسوا ما بينهما فكانت تلك القرية التي كان قاصدًا إليها أقرب إلى شبر فقبضته ملائكة الرحمة.فالمقصود أن الله عز وجل يتوب على العبد ولو وقع في أعظم الذنوب، إذا جاء العبد بتراب الأرض خطايا لا يشرك به شيئا، فإن الله عز وجل يأتيه بقرابها مغفرة، فالمعنى بصدق التوبة لكن حقوق العباد لا تسقط، أما ما بينه وبين الله فإن الله سبحانه وتعالى يتوب على العبد إذا تاب إليه سبحانه وتعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(36) سورة: الزمر الآية (53).
(37) أخرجه البخاري، رقم: (3470). ومسلم، رقم: (2766).