يقول السائل : ما حكم العادة السرية؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
ليس مستنكراً أن تقلقك وأن تضيق صدرك؛ لأن هذا مخالفة لهدي الشريعة، ولما أمر الله به سبحانه وتعالى، وأمر به النبي عليه الصلاة والسلام، قال - سبحانه - : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)[1] ، قال العلماء إنه لا يجوز هذا إلا في زوجة وملك يمين ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : " مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لم يَسْتَطِعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاءٌ "[2] ، لم ومن لم يستطع فعليه بالصوم لم يقل مثلاً فليخرجه بكذا بل فعليه بالصوم، فأقول إن هذه العادة القبيحة عادة ضارة ضررها في الدين هذا معلوم وظاهر لا إشكال فيه، وضررها في الدنيا في البدن تسبب الضرر العظيم في البدن والضرر على الجسم، وضرر على التركيز، وضرر على تفكر الإنسان واستيعابه إلى غير ذلك، والأطباء هم أعلم بهذا ذكروا أشياء من الضرر الشيء الكثير ويمكن الأخ السائل يعرف أو الأخت السائلة تعرف هذا الشيء. فأقول الواجب هو الإقلاع عنها، ثم إن من أعظم أسباب الإقلاع عنها هو أن يستحضر الإنسان نهي الله - سبحانه وتعالى - وأنه عاصٍ لله - سبحانه وتعالى - وأن الله مطلع عليه ويراه وهو يفعل هذه الفعلة الدنيئة فإذا استحضر هذا الشيء فإن من أعظم أسباب إعراضه عنها ، ويستحضر رقابة الله وأن الله ينظر إليه وأن الله رقيب عليه سبحانه وتعالى هذا أولاً .
الأمر الثاني: عليه أن يشغل نفسه بما فيه فائدة من قراءة أو ذكر أو صلاة وكذلك الصحبة الطيبة فإذا دعته نفسه لمثل هذا العمل عليه أن يقوم فليتوضأ خاصة بالماء البارد الوضوء به ثم بعد ذلك صلاة ما يتيسر ركعتين فأكثر يصلي ما يتيسر.
الأمر الثالث: شغل النفس بالحركة والرياضة، فقد ذكر أهل الاختصاص والطب أن الرياضة في مثل هذا من أسباب دفعه وخاصة إذا أوى الإنسان أو نوى أن ينام ربما يسول الشيطان إذا استلقي في فراشه في المكان الدفيء البارد قد يسول له مثل هذا الفعل فعليه أن يأخذ شوطاً في الرياضة والمشي والجري ومواصلة هذا الشيء، ثم بعد ذلك إما أن يغتسل أو يتوضأ ثم إن تيسر له صلاة ركعتين كان أفضل ويأوي إلى فراشه بعد هذا الشوط من المشي والرياضة والذكر فيبادر إلى النوم مباشرة.
هذا الذي أوصي به من وقع في مثل هذا الشيء ثم اختيار الصحبة الصالحة التي تدعوه إلى الخير ومجالس العلم ومجالس الهدى والصلاح ، اسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يكفي أخانا وكل شباب المسلمين شر هذه العادة بمنه وكرمه .