يقول السائل : هل تقبيل الحجر الأسود مجرداً عن الطواف عبادة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لا ليس عبادة فيما يظهر، إنما يكون عبادة إذا كان في الطواف، هذا قول عامة العلماء، وفي قول عند بعض العلم أنه عبادة، يروى عن ابن عمر، وثبت عنه رضي الله عنه بإسناد صحيح عند ابن أبي شيبة:" كان ابن عمرَ يدخلُ مكةَ ضُحى، فيأتِي البيتَ فيستلمُ الحجرَ، ويقول: بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ"(1) ،ولم يذكر أنه في طواف لكن هذا من فعله رضي الله عنه، والذي ثبت عنه عليه الصلاة والسلام هو تقبيله في النسك في طواف أو في عمرة. والنبي عليه الصلاة والسلام قال:"لِتَأْخُذُوا عَنِّي مناسِكَكُمْ"(2) وعن عُمر رضي الله عنه: "أنه جاء إلى الحجَرِ الأسوَدِ فقبَّله، فقال: إني أعلَمُ أنك حجَرٌ لا تضُرُّ ولا تنفَعُ، ولولا أني رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقَبِّلُك ما قبَّلتُك"(3) صحيح البخاري.
ولم ينقل أن النبي عليه الصلاة والسلام قبله إلا في نسك، وعلى هذا يكون التقبيل والاستلام في حال النسك هذا هو الظاهر، أما كونه عبادة مستقلة فيه نظر، لأنه الحقيقة عبادة تابعة والتابع تابع فلا يفرد بحكم، ولهذا العلماء يقولون لو أن إنسان فاته الحج وهو محرم، ما أمكنه دخول عرفة، فقال ما دام فاتني الحج الآن سأذهب مع الحجاج في منى، سوف أبيت في منى وأرمي الجمار وأبيت، يشرع أم لا يشرع هذا؟ لا يشرع في الحقيقة لأنه تابع لعبادة وسقطت بسقوطها.كذلك أيضا التقبيل والاستلام تابع لعبادة فلا يشرع إلا معها، هذا هو الظاهر والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسند أحمد (4628).
(2) أخرجه مسلم (1297).
(3)أخرجه البخاري (1605)، ومسلم (1272).