يقول السائل : رأيت رجلًا محرمًا يلبس شراب، فأنكرت عليه لبس الشراب وهو محرم لكن إذا كان للضرورة فعليك فدية من صيام أو صدقة أو نسك، فخلعه فماذا عليه؟ وهل ما أفتيته به صحيح؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نعم إذا نبهته وكان محتاجًا له مضطر إلى لبسه فالكلام صحيح، وأنك تقول له لك أن تستديم لبسه الآن وعليك فدية، أما إذا كان لبسه جهلًا ونبهته وخلعه في هذه الحال لا شيء عليه ولا فدية عليه لقول الله عزوجل {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}(1) وقال سبحانه وتعالى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}(2).
وفي الصحيحين عن يعلى بن أمية(3) في ذلك الرجل الذي لبس جبًة وتضمخ بالطين وأمره النبي عليه الصلاة والسلام أن ينزع الجبة، وأن يغسل عنه الخلوق ولم يأمره بكفارة، فمن وقع في شيء من هذا جهلًا أو نسيانًا فلا كفارة عليه، وإن احتاج إلى عمل شيء من هذه المحظورات فلا بأس أن يعمله وأن يخرج الكفارة كما تقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة: البقرة، الآية (286).
(2) سورة: البقرة، الآية (225).
(3) أخرجه البخاري (1536).ومسلم (1180).