مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم من نوى الحج وهو لم يبلغ ولكن بلغ في يوم عرفه ؟ وهل هذا يعد فرضاً أو نافلة؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; ببلوغه عرفة، أدرك عرفة بالغاً، والحج عرفة، أرأيت لو أنه لم يحرم إلا يوم عرفة صح حجه، ولهذا نقول من باب أولى. أما الجزء الاخر من السؤال فنقول : نعم، لا بأس، أنت لو حججت بنية النفل، ولم تكن حججت فرضاً ثم لما فرغت منها سألت: تقول حججت بنية النفل، نقول: تنقلب هذه فرضاً، وتكون فرضاً، كذلك لو حججت عن غيرك مثلما تقدم، نوى عن غيره ثم سأل وهو ما حج عن نفسه، نقول: تنقلب حج عن نفسه، فإذا كانت الحجة تنقلب عن الغير، ولو كان حج عن غيره نفلاً، إنسان حج عن غيره نفلاً وهو لم يحج عن نفسه، انقلبت حجته عن غيره نفلاً حجاً فرضاً له، فكون حجته هو التي هي نفل في الأصل، تنقلب فرض، من باب أولى الصغير اللي أحرم ولبى بنية النفل لأنه ما بلغ، ثم بلغ من باب أولى أنها تنقلب فرض، إذا كانت تنقلب نيته لغيره وتكون له، فالحج من تيسير الله –سبحانه وتعالى- أن يُسر وخُفف فيه، حتى بعد الفراغ من العمل ينقلب العمل إلى شيء آخر، وحديث النبي –صلى الله عليه وسلم- للصحابة حينما أمرهم أن يجعلوا إحرامهم عمرة، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ ) أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ , وَقَدِمَ عَلِيُّ رضي الله عنه مِنْ الْيَمَنِ . فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ : أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً , فَيَطُوفُوا ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا , إلاَّ مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ فَقَالُوا : نَنْطَلِقُ إلَى " مِنىً " وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ ؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ , وَلَوْلا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لأَحْلَلْتُ . وَحَاضَتْ عَائِشَةُ . فَنَسَكَتِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا , غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَطُفْ بِالْبَيْتِ . فَلَمَّا طَهُرَتْ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , يَنْطَلِقُونَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ , وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ : أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا إلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الْحَجِّ ( رواه البخاري ومسلم.(1) ، مع أنهم جاءوا نووا الطواف بنية القدوم والسعي، فلو أن إنسان يعني جاء ملبي بالحج، وإنسان جاء ينوي الإفراد، ما يدري ماهو الأفضل: تمتع، إفراد، قران، لبى بالحج وطاف للقدوم وسعى، ثم سأل: ما هو الأفضل؟، قلنا: الأفضل التمتع، قال: أنا نويت الإفراد ماذا أصنع؟، قلنا: الحمدلله، الأمر واسع ويسير، قصر من رأسك الآن، إن كان عرفة قريبة قصره، وإن كان فيه يعني بقي زمن، نقول: احلق، نقول: الآن يقصر أو يحلق، طيب الآن إذا قصر، ماذا ينقلب نسكه؟ يكون عمرة، ينقلب طوافه وسعيه إلى عمرة، الطواف الذي نواه بالقدوم ماذا يكون؟، طواف عمرة ركن، والسعي سعي الحج ماذا يكون؟ سعي عمرة، ويتحلل، ثم بعد ذلك يلبي بالحج يوم ثمانية، هذا هو النسك، فالحج الحمد لله أمره واسع بالتيسيير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه البخاري (1693)، ومسلم (2137).  


التعليقات