• تاريخ النشر : 27/07/2016
  • 277
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم تقبيل الكعبة؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; تقبيل الكعبة لا يشرع، إنما يشرع التقبيل للحجر الأسود فقط، يشرع للحجر مسحه وتقبيله والسجود عليه، ففي عبارة لابن عباس وإن سجدت عليه فلا بأس(1)، إن أمكن أن تسجد عليه لا بأس، طبعاً جبهتك وأنفك هذا لا بأس به،  والركن اليماني تمسحه، ومسحه يحط الخطايا حطاً، أما التقبيل فلا يشرع لأي مكان في الحرم سواء في الحج أو العمرة إنما يشرع الالتزام ، الالتزام فيما بين الباب والحجر، والإلتزام هو وضع اليد والصدر والوجه على جدار الكعبة في هذا المكان إذا تيسر، وهذا جاء في حديث عبد الله بن عمرو(2). ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن صفوان من طريق يزيد ابن أبي زياد(3)   وكلا الحديثين قوي أحدهما الآخر وفيه أنه رأى النبي وأصحابه عليهم السلام قد وضعوا صدورهم وخدودهم على الكعبة والتزموها، أما ما سوا ذلك فلا يجوز، ثم هذا الالتزام ليس خاصاً بحج ولا عمرة، وليس خاصاً بأول الدخول ولا بآخر، يعني في أي وقت، الإنسان يلتزم أول ما يدخل، أو حينما يخرج، أو أثناءه، في أي وقت فعله لا بأس به والالتزام ليس المقصود طلب البركة به، لا إنما  هذا المكان قال بعض العلماء إنه موطن ترجى فيه الإجابة، ذكر بعضهم نقل عن بعض السلف وهو ملتزم وجاء بالدعاء عن ابن عباس في هذا المكان، فإذا جاء ودعا بما فتح الله عليه يرجى و إذا فعله مرة واحدة في إثناء زيارته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عن جعفر بن عبد الله – وهو جعفر بن عبد الله بن عثمان المخزومي - قال : رأيت محمد بن عباد بن جعفر قـبَّـل الحجر وسجد عليه، ثم قال: رأيت ابن عباس يـقـبِّـله ويسجد عليه , وقال ابن عباس : رأيت عمر بن الخطاب قـبَّـله وسجد عليه، ثم قال : رأيت رسول الله صلى اله عليه وسلم فعل هكذا ففعلت .أخرجه الطيالسي في مسنده ( 1 /32) وابن خزيمة ( 4 / 213 ) وأبو يعلى (1/134) والحاكم في المستدرك ( 1 / 625 ) والبيهقي في الكبرى ( 5 / 120-121) والبزار ( 1 / 332 ) والفاكهي في أخبار مكة ( 1 / 111-112) كلهم من طريق جعفر بن عبد الله. (2) عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : طفت مع عبد الله- يعني بن عمرو- فلما جئنا دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ ؟ قال : نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر ، وأقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .رواه أبو داود (1899) وابن ماجه (2962) والبيهقي (5/93) وفيه المثنى بن الصباح، ضعَّفه الإمام أحمد وابن معين الترمذي والنسائي وغيرهم. (3) حديث عبد الرحمن بن أبي صفوان :عن عبد الرحمن بن صفوان قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت : لألبسن ثيابي ، وكانت داري على الطريق فلأ نظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم .رواه أبو داود (1898) وأحمد (15124) والبيهقي (5/92 ).وفيه  يزيد بن أبي زياد ، ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم .انظر "الجرح والتعديل" (9/265)، قلت : والحديثان يشهد كلٌّ منهما للآخر.وقد صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2138 ) بشاهدين :مرفوع : وهو حديث عبد الله بن عمرو المتقدم  .وموقوف فقال عبد الرزاق: (9047) عن ابن عيينة،  عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد قال: قال ابن عباس: "هذا الملتزم بين الركن والباب ". قلت: وهذا إسناد صحيح.


التعليقات