الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; لا يكره الطواف في الزحام,وكون يحدث زحام في الحج كله فهل نقول لا أطوف في الزحام؟ هذا هو طبيعة هذه العبادة العبادة طبيعتها هكذا وانظر إلى الجهاد قال تعالي } كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216) { ^([1]). والجهاد مبني علي إتلاف النفوس, يكاد يقطع أنه سوف يُقتل ويَقتل لأن هذه العبادة مبنية علي إتلاف النفس فالعبادات تختلف . فعبادة الحج مبنية علي المشقة والزحام, والإنسان يقول إذا كان في زحام فلو قال الإنسان في زحام نقول لا هي مبنية على هذا اجتماع الناس والزحام والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( السكينة السكينة )(2) ويقول (ليس البر بالإيضاع) (3) فالإنسان يطوف ويسعى ويعمل أعمال الخير لا يزاحم هذا هو الواجب, وإذا اشتد عليه الزحام فإنه يمشي, إلا إذا حصل ضرر أو حصل من الزحام ربما مثلاً فتنة مزاحمة النساء بالرجال أو مزاحمة الرجال بالنساء, فالمرأة لا تزاحم الرجال ولا الرجال تزاحم النساء, أما في حالة السواء فمنهي عنه, وابن عمر كان يزاحم رضي الله عنه(4), وأتي الحديث في هذا الباب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة  البقرة  الآية  (216  ) (2) أخرجه مسلم رقم (1299) من حديث جابر رضي الله عنه. (3) أخرجه البخاري رقم (1671) من حديث ابن عباس رضي الله عنه. (4) أخرجه الترمذي رقم (595) من حديث عبيد بن عمير رضي الله عنه.