يقول السائل : شخص له مال ولم يحج ولم يعتمر، ماذا عليه؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الذي له مال له حالان؛ إما أن يكون قادراً ببدنه، أو ليس قادر، إن كان قادر ببدنه، وقادر بماله وجب أن يحج ببدنه، وإن كان عنده مال، وليس قادر مثلاً: لمرضه المستمر أو كبر سنه؛ فعليه أن يوكل غيره لقوله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}(1)، وفي بحث لأهل العلم في الاستطاعة هنا، والحديث وارد من طرق كثيره عنه عليه الصلاة والسلام: وأن الاستطاعة الزاد والراحلة (2)، لكن في هذه المسألة يجب عليه، والاستطاعة هنا تشمل استطاعتين: استطاعة بالبدن أو المال، أواستطاعة المال وحده. أما استطاعة البدن هذه موضع خلاف من أهل العلم؛ الجمهور بأنه لا يجب عليه الحج، والأظهر والله أعلم إن كان مستطيعاً ببدنه، وهو قريب من مكة، ونفقته في الحج مثل نفقته المعتادة لا يحتاج لمال؛ فالأظهر أنه يجب عليه، وهذا وسط بين قول مالك وقول الجمهور رحمة الله عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران، الآية: 97 .
(2) أخرجه أبو داود، المراسيل (133)، الترمذي (2998) ) وابن ماجه، (2896) وأحمد (19211) والشافعي في المسند، رقم (744)، والدارقطني (2/218).