• تاريخ النشر : 25/07/2016
  • 1690
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما الفرق بين الحلق والتقصير؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الحلق هو استئصال جميع الشعر، والتقصير أن يبقى بعض الشعر، لكن التقصير كلما كان أبلغ كلما كان أفضل{مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}(1). الحلق يكون بالموس ونحو ذلك، والتقصير يكون بالمقص أو بالماكينة يعني بعض المكائن الآن تقصر، يسمونه حلق لكن نمرة ثلاثة، نمرة أربعة وهذا تقصير مادام فيه شعر، لكن إذا كانت تحلق حلق تام لا يبقى إلا رؤس الشعر هذا حلق لكن إذا كان يبقى شيء يمكن أن يأتي عليه الموس هذا تقصير وإن كان يختلف درجاته بحسب استقصاء في الحلق، ولهذا في الشارب قال النبي : "قصُّوا الشَّواربَ"(2) مسند أحمد، وقال:"وأحفوا الشواربَ"(3) صحيح البخاري، وكله قص مع أن حفه ربما قد يكون يبقي شيء يسير هو يسمى قص، وبمقابله أمر بإعفاء اللحية. فحلق الشارب هو: حلقة بالموس، وقصه هو: التقصير منه والأخذ منه، ولو بجزه لا يبقى إلا شيء يسير لكن يبقى شيء يمكن أن يأتي عليه الموس، ومع ذلك يسمى تقصير، والنبي عليه الصلاة والسلام قال:"مَنْ لمْ يأخُذْ من شارِبِهِ، فليْسَ مِنّا"(4)
وحديث عائشة في صحيح مسلم:"قصُّ الشَّاربِ"عندما قال:"عشرٌ من الفِطرةِ" صحيح مسلم(5)،فالشارب يسن فيه أيضاً المبالغة في القص. كذلك من لم يحلق يجتهدفي أن يبالغ في التقصير، والحلق أفضل ولهذا دعى النبي عليه الصلاة والسلام للمحلقين في حديث ابن عمر(6)، و في حديث أبي هريرة في الصحيحين(7)، و في حديث أم الحصين في صحيح مسلم(8)، وفي حديث ابن عباس عند ابن ماجة، قيل "يارسولَ اللَّهِ لمَ ظاهرتَ للمحلِّقينَ ثلاثًا وللمقصِّرينَ واحدةً،قالَ:إنَّهم لم يشُكُّوا" (9) صحيح ابن ماجة؛ يعني لم يحدث عندهم تردد. واختلف هل وقع في حجة الوداع أو في غزوة حديبة؟، والأظهر والله أعلم كما رجحه جماعة أن الدعوة وقعت في الواقعتين.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الفتح، الآية: 27 . (2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُصُّوا الشَّوَارِبَ ، وَأَعْفُوا اللِّحَى " أخرجه أحمد في المسند (7092). (3) أخرجه البخاري (5893)، ومسلم (260). من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. (4) مسند أحمد (4/366، 368)، وانظر صحيح الجامع (6533). (5) عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي  صلى الله عليه وسلم يقول: ((الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط ". أخرجه البخاري (5891)، ومسلم (257). (6) أخرجه البخاري (1727)، ومسلم (1303). (7) أخرجه البخاري (1728)، ومسلم (1305). (8) أخرجه مسلم (1305)، (9) أخرجه ابن ماجه (3045).


التعليقات