يقول السائل : كيف التفريق بين هذا العمل المقصود لذاته، أو ذاك في الجمع بين النيتين؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; المقصود لذاته يعني العمل الذي لا يقصد نفس الفعل، مثلًا تحية المسجد ليست مقيدة، المقصود يأتي في الغالب لا يكون مقيدًا بزمانٍ ولا بمكان، مطلق، لكنه لسبب، مثل تحية المسجد، مثل الاستخارة، أما المقصود لذاته فيكون غالبًا مقيد بزمن، مثل الرواتب، مثل سنة الضحى، وكذلك سنة الزوال على القول بها، وكذلك الرواتب تكون تابعة لغيرها، فهي صلاةٌ مقصودة، ولهذا تقضى هذه الصلوات، أما غير المقصود لذاته فيحصل بغيره، مثل تحية المسجد، ليس المقصود صلاة ركعتين، المقصود هو أن تحصل صلاة، أن تصلي قبلية، سواءً كانت فريضة أو راتبة أو نافلة مطلقة يحصل بها المقصود، ولذا تكون تبعًا لغيرها، أما في الجمع بين النيتين كيف نفرق بين هذا مقصود لذاته أو لا؟.سبق الإشارة إلى هذه المسألة، وأنه يمكن أن تجمع في عمل واحد أعمال عدة وهي بنية واحدة، مسألة النيتين هذه في بعض المسائل، إذا كان الشيء تابع، تنوي مثلًا الوضوء عن الحدث الأكبر، العمرة مع الحج، تنوي مثلًا تكبيرة الهوي مع تكبيرة الركوع، مثلًا، تنوي طواف الوداع مع طواف الإفاضة، على القول بذلك، وأنه لا يغني عنه، طواف الإفاضة مثلًا، يعني المسألة فيها خلاف، لكن هنالك أشياء ليست مقصودة لذاتها تدخل تبعًا، مثل إنسان توضأ ليصلي الضحى من النهار ودخل المسجد وكان قد وقع في معصية، وأيضًا أراد الاستخارة، وله حاجة على القول بصحة حديث صلاة الحاجة، وأن هذا الكلام محتمل هل يدخل مع الاستخارة أو لا يدخل مع الاستخارة، وكان يريد سفرًا أيضًا، يريد أن يسافر، هذا الانسان سوف يسافر، ورد في حديث في السفر وفيه ضعف أيضًا، :عند إرادة السفر ، لا بأس أن تصليها ركعتي الضحى وتدخل فيها جميع هذه لأعمال، بنية صلاة الضحى، وفي آخرها تستخير ربك، فيكون فيها داخل جميع هذه الأعمال، هذه فيها عمل واحد، أو نية واحدة دخل فيها عدة أعمال.